الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر البيئة الفاسدة على الشباب

السؤال

ماذا أفعل لأستعيد ابني البالغ من العمر 18 عاماً، الذي ترك البيت بعد هجرنا إلى دولة أوروبية، بعد أن تم طرده من البيت بسبب سلوكه غير السوي، حيث أصبح يدخن، وأحياناً يأتي البيت بشكل غير طبيعي، وقد كان يعيش مع أمه وإخوانه، ووالده يعيش في دولةٍ أخرى يعمل فيها، فهل تنصحوني بأن أترك العمل وأستقر عندهم وأبحث عن عملٍ هناك؟ مع العلم بأني لا أستطيع إعادتهم من تلك الدولة لظروف التعليم والمعيشة. أرجو الإفادة وبارك الله فيكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد المحترم حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله - جل وعلا - أن يشرح صدرك للذي هو خير! وأن يجمعك بأهلك على خير! وأن يجعل بينكم المودة والرحمة والوئام! وأن يوفقك لتربية أولادك تربية صالحة!

وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا شك فيه أن البيئة لها تأثيرها القوي والخطير على سلوك الإنسان، وصدق من أطلق عليها الجامعة المفتوحة، والتي يتلقى فيها الفرد مع أي أحد أي سلوك، بصرف النظر عن صوابه، أو خطئه.

وأعتقد أن ولدك ضحية هذه البيئة الفاسدة في المقام الأول، وفوق ذلك ترك والده للأسرة؛ مما أوجد فراغا توجيهيا، ربما عجزت الأم عن سده! خاصة والابن في مرحلة المراهقة التي كان فيها في أمس الحاجة إلى من يقوم على توجيهه، ويشرف على سلوكه، ويأخذ بيده إلى جادة الطريق.

ومما زاد الطين بلة، والأمر سوءا طرد الولد من المنزل، وهذا في حد ذاته دعوة مفتوحة للفساد والانحراف اللامحدود؛ لذا أنصح ببذل أقصى ما يمكن من وسائل للبحث عنه بجميع الطرق الممكنة لديكم؛ لأن ما فعلتموه خطأ جسيم فعلا!

وأنصح بترك العمل في البلد الذي أنت به، واللحاق بأولادك وأسرتك، والعيش معهم، حتى ولو واجهتك بعض الصعوبات والعقبات؛ لأن أسرتك هي المستقبل الذي ينبغي أن تحافظ عليه، وأن تسعى لإسعاده بكل قواك! وماذا يفعل المال، أو المنصب، أو الجاه بعد ضياع الأسرة وتشتتها!؟ أعتقد أن مال الدنيا لا يمكن أن يعوض خسارة الأسرة بحال من الأحوال!

فاترك البلد الذي أنت فيه فورا! وتوجه إلى أسرتك! وعش معها! واشملها بعنايتك ورعايتك؛ حتى لا يلحق آخرون منها بابنك الهارب! وتوكل على الله، واترك مسألة الرزق له! واعلم أن (لن تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوفي رزقها).
مع تمنياتنا لك ولأسرتك بالسعادة والتوفيق!
وبالله التوفيق!.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً