الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات لإبعاد الخمول والكسل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة، وبعد:

أعاني من خمول وكسل ونسيان وضيق وعدم رغبة في الحياة، فما الحل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فاعلمي أن النشاط والهمة تأتي من رغبة الشخص نفسه، والخمول والكسل سببهما النظرة السلبية للذات، وللأسف الشديد فكثير من الناس تنظر إلى الأخطاء والهفوات والسلبيات وإلى نقاط الضعف، ويركزون عليها بدرجة مفرطة، وهذا بالتأكيد سيؤدي بهم إلى الكسل والخمول وعدم الرغبة في العمل.

وأنت الآن تشتكين من الخمول والكسل والعجز وعدم الرغبة في العمل وهذا بسبب فقدانك للتوازن وعدم ثقتك بنفسك، وربما قد يطغى على تفكيرك السلبيات بدلاً من الإيجابيات وتركيز انتباهك على كل ما هو خطأ في نفسك وفي العالم ويجعلك تشعرين بعدم الكفاءة وربما بالعجز، والتركيز السلبي يولد الطاقة السلبية بل ويؤدي إلى السلوك السلبي ويجعلك تشعرين بالضيق والحساسية الشديدة.

وهناك خطوات ـ بإذن الله تعالى ـ ستبعد عنك هذا الخمول والكسل:

1- استعيني بالله تعالى ثم سيري على بركة الله تعالى لأي عمل تقدمين عليه.
2- قومي إلى الصلاة متى أحسست بالكسل والعجز والخمول فهي وسيلة لتنشيط الجسم والفكر.
3- حاولي أن تزرعي في نفسك روح الإرادة والتحدي فهي تنمو كالعضلات، وذلك بالتدريب والممارسة.
4- جددي قوتك وقدراتك عن طريق الجسم والعقل والروح والعاطفة، نمي جسمك بالرياضة، وعقلك بالمعرفة والثقافة وروحك بالإيمان والقيم وعواطفك بالتواصل مع محيطك.
5- حاولي أن تبتسمي فالابتسامة تدفع المزيد من الدم إلى شعيرات مخك فتنشطه وتريح الجسد وتحقق لك النجاح.
6- تجنبي القلق الذي يسبب لك أقصى درجات التوتر ويستنفد كل طاقاتك وقواك.
7- حاولي أن تؤمني بأنك ستنجحين، فالنجاح يبدأ من الحالة النفسية للفرد (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11].
8- ذكري نفسك بالأنشطة والأعمال التي حققت فيها نجاحا عاليا كلما شعرت بالعجز والكسل والإحباط والتردد.

أما في ما يخص النسيان، حاولي أن تقوي ذاكرتك بالإكثار من قراءة القرآن فإن فضله عظيم وهو يساعد على تقوية الذاكرة، بالإضافة إلى كثرة الأذكار لأن العلاقة الدائمة بين الإنسان وخالقه لها أكبر الأثر في القضاء على النسيان قال تعالى: (( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ))[الكهف:24]، حاولي أن تدوني المعلومات فالكتابة تساعدك في ترسيخ المعلومة في الذهن، ولا تنسي الغذاء الصحي فإنه يقوي الذاكرة فنقص أحماض أوميغا 3 له دور أساسي في ضعف تغذية الدماغ، وبالتالي تضعف الذاكرة، وتتوفر هذه الأحماض في أسماك السلمون والجوز والبيض.

وأقول لك إن الثقة هي التي تجعل الفرد يسمو ويرتقي سلم المجد والنجاح، إنها الثقة بالله ثم بالنفس، ويحتاج منك أنت أيضاً المزيد من البذل والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله:
ومانيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركابا

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً