الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقص الهيموجلوبين الشديد والأعراض المصاحبة.. الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 27، اكتشفت إصابتي بالأنيميا عندما كان عمري 25، وكانت أنيميا حادة، فقد كان جسمي قد استهلك مخزون الحديد، والهموجلوبين كان 4، ولمدة خمسة أيام تمت معالجتي بالحديد عن طريق الإبر الوريدية ما يعادل في اليوم 3 مرات، وبعدها أخذت علاجاً بالحبوب لمدة 3 شهور وتحسنت حالتي.

وقبل سنة تقريباً أجريت فحصاً فكان الهوموجلوبين 8 ولم آخذ أي علاج، وقبل شهر شعرت بالإرهاق والتعب والغثيان وعدم القدرة على التنفس فأجريت الفحص وكان معدل الهوموجلوبين 9، أخذت علاجاً بحبوب الحديد لمدة شهر، وخلال الشهر لم أشعر بأي تعب أو إرهاق إلا عندما لا أتناول الحبوب.
وبعد انتهاء العلاج في بعض الأيام أشعر بالدوخة أو عدم القدرة على التنفس، فهل هذا يعني أن الأنيميا عندي مزمنة ولا يمكن التخلص منها؟

علماً بأني مصابة أيضاً بمرض الدم الوراثي نقص خميرة g6pd، فهل هذا المرض له علاقة بالأنيميا؟
وعند سؤال الدكتورة عن نسبة إصابتي بالمرض أجابتني بأنه مطلق، فما هو القصد من كلمة مطلق؟ وهل يمكن قياسه بالمئة (أي أن يكون 50%)؟ وهل هذه الأمراض سوف تؤثر على صحتي أو صحة الجنين أثناء الحمل أو الولادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Elan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هبوط الهيموغلوبين إلى الرقم 4 يعني فقر دم شديد جداً قد يؤدي إلى مشاكل عديدة – لا قدر الله - لذلك يجب معرفة ما الذي جعل الهيموغلوبين لديك ينزل إلى هذا المستوى الخطر من أجل تلافي الأمر في المرات القادمة، فهل كان ما حدث لديك هو بسبب نقص خميرة ال G6PD أم بسبب آخر كحدوث نزف شديد في مكان ما في الجسم كأن تكون الدورة غزيرة مثلا؟

فإن حدث وتكرر هبوط الهيموغلوبين إلى مثل هذا المستوى المنخفض فالعلاج السريع يجب أن يكون بنقل الدم أولاً لتلافي الاختلاطات الأخرى الممكن حدوثها على جسمك.

وبالنسبة لنقص هذه الخميرة أو الأنزيم في الجسم فهو مرض وراثي عادة يكون محمولا على الكروموزوم X، لذلك فالمرض يعطي أعراضا عند الذكور عادة؛ لأن لديهم كروموزوم واحد فقط من النوع X أما عند النساء فلديهن كروموزومين من النوع X فإن كانت الأنثى حاملة للمرض فقط فلا يكون لديها أية أعراض؛ لأن الكرموزوم الآخر من X يكون قادرا على أداء المهمة، والحالات التي تكون فيها النساء لديها أعراض هي أن يكون لديها الإصابة موجودة على كلا الكروموزومين X وهذه حالة نادرة جداً، ويبدو بأن الحالة عندك أنك لست حاملة لمرض ال G6PD بل أنت مصابة به، أي أن الكروموزومين الاثنين لديك يحملان الإصابة، وحدثت لديك نوبة انحلال دم شديدة قادت إلى فقر دم شديد.

وفي حالة وجود مثل هذا المرض عند الإنسان فإن النوبة قد تحدث أو تثار بعدة عوامل أو أسباب منها:
- بعض الأدوية.
- حدوث الالتهابات في الجسم.
- حدوث الجفاف في الجسم ونقص السوائل.
- والأهم أكل الفول، ومن هنا جاء اسم المرض باللغة العربية ( الفوال).
لذلك يجب أن تكوني ملمة بما أثار النوبة عندك لتتحاشيه دائماً.
وبالنسبة لشدة المرض فهو يعتمد على قياس نسبة فاعلية الخميرة أو أنزيم ال G6PD فإن كانت الفاعلية أقل من 10% فيعتبر المرض شديداً، وتحدث نوبات الانحلال في الدم بكثرة، أما إن كانت فاعلية أو نشاط الخميرة بين 10% إلى 60% فيعتبر المرض متوسط الشدة، ويحدث انحلال الدم عند التعرض للمسبب بشكل متوسط ، أما إن كان نشاط الخميرة أكثر من 60% فيعتبر المرض خفيفا وقد لا يحدث الانحلال فيه.

وبالنسبة للحمل والولادة فيجب تجنب حدوث نوبة انحلال دم خلال الحمل بتجنب المثيرات السابقة وعلاج النوبة فوراً إن حدثت بالعلاجات اللازمة في المستشفى، أما إن لم تحدث نوبة انحلالية في الدم خلال الحمل فلا خوف عليك أو على الجنين من نقص الخميرة نفسها، إذن فالخوف من حدوث نوبة انحلال دم هو ما يستدعي الحذر في الحمل.

وبالنسبة لنقل المرض إلى الجنين من الأم فيعتمد على حالة الأم، فإن كانت الأم حاملة للمرض، بمعنى أن لديها كروموزوما واحدا فقط مصاب والآخر سليم، وتزوجت من رجل سليم تماماً، فتكون الاحتمالات كما يلي:
إن أنجبت أنثى فتكون احتمال أن تكون سليمة تماماً هو 50% وأن تكون حاملة للمرض 50% ( ولكن ليست مصابة به).
أما إن أنجبت ذكرا فهنالك احتمال 50% أن يكون مصاباً وسيظهر عليه المرض فيما بعد، و50% أن يكون سليماً تماماً وليس لديه المرض.

أما إن كانت الأم مصابة بالمرض، أي: لديها الكروموزومين ( ويبدو أن هذا هو الحال عندك من المعلومات الواردة في رسالتك ) وتزوجت من رجل سليم تماماً، فالاحتمالات هي كما يلي:
- كل ذكورها الذين ستنجبهم سيكونون مصابين بالمرض.
- وكل إناثها سيكن حاملات للمرض، ولكن لسن مصابات.

فيجب أن تكوني ملمة بوضوح بكل المعلومات عن حالتك وعن التشخيص من قبل الطبيب المتابع لحالتك، وعن كل ما يثير النوبة عندك، والاحتفاظ دوماً بتقرير عندك عن كل التحاليل والعلاجات التي تأخذينها.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً