الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في إقامة حفل لشكر الله على نعمة إتمام حفظ القرآن والخوف من الرياء.

السؤال

السلام عليكم.

الإخوة الأحبة! لقد أعانني الله على إتمام حفظ كتابه الكريم، ولفرحي الشديد بهذا الإنجاز فإنني أريد أن أخبر أهلي وأصحابي ليفرحوا لفرحي، ومن باب الاقتداء بالصحابي الذي ذبح شاة ودعا أصحابه إليها احتفالاً منه بحفظ سورة البقرة، ولكني والله أخشى على نفسي الرياء، وأن يضيع الأجر مع مدح الناس لي، فأرشدوني ماذا أصنع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظك كما حفظت كتابه، وأن يرفعك كما رفعت كلامه، وأن يجعلك من أهله الذين هم أهل القرآن، وأن يرزقك العمل بهذا القرآن والدعوة إليه، حتى تكون من الشفعاء الكبار يوم القيامة، وأن يلبسك تاج الكرامة أنت ووالديك ومن ساعدك على حفظ القرآن، ورغبك فيه، وحثك عليه.

أخي المهندس محمد : كم أنا سعيد بهذه النعمة العظيمة التي من الله بها عليك، وكأنها والله لأحد أولادي؛ لأن نعمة حفظ القرآن من أجل النعم، ولا يعان على ذلك إلا من أحبه الله ورضي عنه، فاجتهد أخي أن تري الله من نفسك خيراً، وأن تجعل القرآن حجة لك لا عليك، واحرص على المراجعة اليومية؛ لأنك تعلم أن القرآن أشد تفلتاً من الإبل في علقها كما قال صلى الله عليه وسلم، وهذا والله يا أخي محمد أعظم من أعظم وسام ستحصل عليه في الدنيا، وأجل وأرفع وأسمى من أعظم رسالة دكتوراه أو غيرها من الإجازات العلمية التي يحرص عليها الكثير من الناس، فارفع رأسك عالياً، وافتخر على الدنيا بأن الله الجليل قد جعل صدرك وعاء لكلامه المبارك.

وأما بخصوص إقامة حفل شكر لله تعالى على هذه النعمة:
فلا أرى بذلك بأساً، ولا تلق بالك لما ذكرته من خوف الرياء؛ لأن الشيطان لا يريد لك أن تظهر عظمة القرآن، وفضل إحسان الله إليك، وتكرمه عليك، فاصنع طعاماً، واجمع عليه أهل الخير والفضل، والأهل والأقارب، وأخبرهم بإكرام الله لك؛ لاحتمال أن يغار أحدهم فيصنع مثلما صنعت، فيعطيك الله مثل أجره، فتوكل على الله، ولا تنسانا من صالح دعائك يا صاحب القرآن، سائلاً إياه أن يبارك لك في القرآن العظيم، وأن يعينك على العمل به، إنه جواد كريم، وبه التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً