الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عملية تحويل المعدة وتأثيرها في علاج السمنة والسكر.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا آنسة، عمري 21 سنة، طوال طفولتي وأنا نحيفة، ولكن عند بلوغي بدأ وزني يزداد ببطء، وكنت أحاول إنقاصه لكن دون جدوى، ومع بداية دخولي الجامعة ازداد وزني بشكل سريع جداً، قمت بكل المحاولات التي قد تخطر على بال بشر، وقد لا تخطر، ولم أبخل بجهد أو حرمان، وأجريت كل التحليلات التي توصل لها العلم، ولم أترك طبيباً في أي مجال إلا وذهبت إليه، حتى وصل وزني إلى 130، مع العلم أن طولي 162سم، وبدأت أعاني من قولون، وآلام في العظم، وارتفاع في الضغط، ولا داعي للحديث عن الجوانب النفسية، وما وصلت إليه من عزلة ووحدة، حتى إنها كانت تمر علي الشهور لا أرى الشارع، وأتهرب من الحياة، والغريب أن سمنتي أخذت تماماً شكل توزيع الدهون لوالدتي، وكأنني صورة منها، ولكن الآن بعد سنوات من الألم تحدث معي البعض عن عملية تحويل المعدة، وأنها هي الحل، في البداية رفضت لأنني وبكل صدق لست كثيرة الأكل، بل وأقسم بالله قد لا أتعدى المعدل الطبيعي للإنسان العادي.

لكن منذ شهرين بدأت علي أعراض السكر الشديدة، جفاف الجلد، كثرة التبول، والعطش، والتهابات، وانتفاخ في القدم، ووخز في الأطراف، وطلب مني الطبيب عمل تحليل، وكانت النتيجة صائم 238 وفاطر399، فأخذت دواء جيلماكس وغلوكوفاج، وبعد أسبوع كانت النتيجة صائم 265 وفاطر 348، وما زلت أشعر بالأعراض مع الأسبوع الثالث من العلاج، فشعرت باكتئاب ونوبات بكاء، وتوقفت عن العلاج، والكل يشير إلي بعملية تحويل المعدة، حيث يقال: إنها تزيل -بإذن الله- السمنة والسكر، وكل آثارهما، ووالداي يعانيان من السكر منذ أقل من خمس سنوات.

لكن الطبيب أخبرني أن سمنتي ليست وراثيةً، وأن وزني هو السبب في كل ما أعانيه، مع العلم أنني الوحيدة في إخوتي كذلك، أما الآخرون فيزداد وزنهم وينقص حسب الأكل، ولا يعانون من سكر أو ضغط.

أنا آسفة أطلت عليكم، ولكنني كنت أريد توضيح حالتي حتى أساعدكم في إعطائي الرد، أرجوكم، جزاكم الله كل خير عني وجميع المسلمين، هل أقبل على العملية؟ وهل هي الحل؟ وماذا عن السكر؟ هل آخذ دواءً أم أنتظر نزول الوزن، أم ماذا؟

أرجوكم، حياتي تهرب من بين يدي، وأملي في الله لا ينقطع، ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ح.م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أوافق الطبيب الذي أوصى لك بإجراء تحويل المعدة، فهي الخيار الأفضل لمثل حالتك، ويمكن مع تنزيل الوزن أن يختفي السكر -بإذن الله-، وأنت ما زلت في مقتبل العمر، وإن تركت الأمور كما هي فإنها ستتفاقم وتبدأ مضاعفات السكري بالظهور، وها قد بدأ الضغط في الارتفاع، ولم تستطيعي أن تنزلي وزنك بأي طريقة فالحل الأمثل لمثل حالك هو تحويل المعدة، وليس ربط المعدة.

هذه العملية تعتبر العملية المثلى في حالة السمنة المفرطة، كما هو الحال عندك، أو عندما تترافق السمنة مع ارتفاع الضغط والسكري، كما هو الحال عندك أيضاً.

ومعدل نزول الوزن في الخمس سنوات الأولى بعد العملية هو 60-70% من الوزن الزائد و55% بعد عشر سنوات، وقد أثبتت هذه العملية تفوقها على ربط وتدبيس المعدة في حالات السمنة المترافقة مع السكري، وارتفاع الضغط وارتفاع دهون الدم كما هو الحال عندك.

أنت ما زلت شابةً، وبدأ الاكتئاب يظهر عليك، وأنت أمام زواج وحمل -إن شاء الله-، ويجب أن تقرري الآن، واستخيري الله تعالى، وأنا أرى أن تتوكلي على الله وتسلميه أمرك، وتجري العملية، وسترين الفرق الكبير في انضباط السكري -بإذن الله-، وقد تتخلصين من الأدوية، وعليك تناول الأدوية الآن حتى يتم انضباط السكري.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً