الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الصيام على المصاب بالسكري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مريض بالسكري منذ خمس سنوات، ولم أفطر خلال شهر رمضان طوال هذه الفترة، وفي أول يوم في هذا الشهر الفضيل قمت بفحص السكر في الدم بواسطة الجهاز قبل الإفطار، وكان (91) ملجم، وبعد الإفطار بساعتين صار (261) ملجم، فما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لم تذكر إن كنت تتناول الحبوب أو الأنسولين، أم أنك على حمية غذائية فقط لعلاج السكري، وكما تعلم فإن معظم مرضى السكري يستطعيون الصيام بأمان، إلا أنه يجب اتباع نصائح معينة، وبعضهم لا ينصح لهم بالصيام.

إذا كان المريض على حمية غذائية فقط لعلاج السكري: فإنه يمكنه الصيام بأمان، وهذا يفيده، خاصة إن كان من أصحاب الوزن الزائد؛ لأن الصيام سيساعد على تقليل الوزن.

على هؤلاء المرضى الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها أثناء الأيام العادية، مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الإفطار والسحور، ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها على فترات متساوية، على أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتكاملة غذائياً.

إن عدداً كبيراً من المرضى الذين يتناولون الحبوب لعلاج السكري يمكنهم الصيام باتباع النظام الغذائي السابق، على أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية:

- إذا كان يتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً، عليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار.

- إذا كان يتناول الأقراص مرتين يومياً، عليه أن يتناولها مع وجبتي الإفطار والسحور، ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار، فعليه تقليل أو منع جرعة السحور.

- إذا كان يتناول الحبوب ثلاث مرات يومياً فعليه تناول جرعة الصباح والظهر أثناء الإفطار، وأما جرعة المساء فيتناولها مع السحور، ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام، أو تغيير نظام أخذ الدواء.

أما المرضى الذين يتناولون الأنسولين فالمريض الذي يحتاج حقنة واحدة يستطيع الصيام، بحيث يأخذها قبل الإفطار، والمريض الذي يحتاج إلى حقنتين صباحاً ومساء فعليه تعديل الجرعات باستشارة الطبيب، وأخذ حقنة الصباح قبل الإفطار وحقنة المساء قبل السحور مع مراعاة الآتي:

1- ضرورة فحص نسبة السكر بالدم خاصة خلال الأيام الأولى من الصيام.
2- تأخير فترة السحور إلى ما قبل الفجر بقليل.
3- تقليل كمية الأنسولين سريع المفعول في جرعة ما قبل السحور.
4- تناول كميات كافية من السوائل عند السحور.
5- عدم الاستمرار بالصيام إذا حدث هبوط في السكر في أي وقت خلال فترة الصيام.

يمكن لمريض السكري ممارسة الرياضة أثناء فترة ما بين الإفطار والسحور، على أن لا تكون رياضة عنيفة، ولا ينصح المريض بممارسة الرياضة أثناء فترة الصوم، أو في الجو الحار، ولكن يمكنه القيام بأعماله العادية أثناء فترة الصوم.

بالنسبة لك: يجب عمل اختبار مخزون السكر (Hba1C)، وهو يعطي فكرة عن متوسط السكر خلال الأشهر الثلاثة، وهذا يساعد على معرفة مدى انضباط السكري عندك، وتعديل الدواء على ضوء ذلك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً