الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقي سيرجع لبلده ولا أستطيع تخيل أيامي دون رؤيته!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 17 سنةً، مغترب مع أهلي في السعودية، وهي السنة الأخيرة لي هنا في السعودية، بعدها سأذهب لدخول الجامعة في بلدي.

المشكلة أن لدي صديقًا مقربًا مني جداً، أحبه في الله بدون أي سبب، وأدعو الله له دائماً حتى أكثر من نفسي، هو يقول لي إنه يحبني أيضاً في الله، ولكنه يريد الذهاب إلى بلده (مصر)، وهو سعيد جداً بذلك؛ لأنه سيكون مع أخيه الذي يحبه جداً، أما أنا فليس لدي إلا هو (رغم أني قد صادقت قبله أشخاصاً كثرًا، لكنني لم أحب أحداً مثلما فعلت معه).

أريده أن يبقى معي، أفكر فيه دائماً، لا أعرف ماذا أفعل بدونه، لم أعد أستطيع تخيل أيامي بدون رؤيته، أشكو له كل شيء، ولكن فجأة أشعر أنه لا يفهمني، هو لديه من يحبه في بلده، ولكني سأفقد الشخص الذي أعتبره كل شيء في حياتي، ليس لدي أحد لأكون معه.

رجاءً لا تقولوا لي أني سأقابل أشخاصاً في الجامعة سأحبهم وأنسى صديقي، هو كل شيء في حياتي، ماذا أفعل؟ كيف أستطيع أن أقنعه بموقفي؟ كيف أستطيع أن أقنعه بدخول الجامعة في السعودية مع بعضنا؟

أعلم أنه ليس لي الحق في تغيير أي جزء من حياته؛ ولكني أريد حلاً، أريد أن أعرف كيف أتصرف مع الوضع؟

ساعدوني أرجوكم، فأنا لم أعد أستطيع التحمل أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الحب المقبول هو ما كان في الله ولله وعلى مراد الله، وكل أخوة وصداقة لا تقوم على التقوى والإيمان تنقلب إلى عداوة قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67]، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، والصداقة التي ليست لله لا تفيد أهلها لا في الدنيا ولا في الآخرة، ونحن نحسب أن صداقتكم من النوع المطلوب، وأرجو أن يستمر بينكم الدعاء والتناصح، والتواصي بالحق والصبر، مع ضرورة أن يدرك الجميع أن هذه الحياة لا تدوم لأهلها، وأن الناس فيها يجتمعون ويتفرقون، وتبقى المواقف النبيلة والذكريات الجميلة، والأعمال الصالحة، والتعاون على البر والتقوى.

ولا يخفى على أمثالك أن مسألة التواصل أصبحت سهلةً بالهاتف والنت، والأهم من كل ذلك الصدق والدعاء بظهر الغيب.

ولست أدري هل صديقك يعاني من نفس الطريقة؟ ولماذا لم تسأل نفسك مثل هذا السؤال؟ وما هي أسباب التعلق الزائد من جهتك؟ ولو فرضنا أنه صادق في حبك، ألا تشعر أنه يحكم عقله؟

ومن هنا فنحن ندعوك إلى مواجهة الموقف، وتذكر أن الخير موجود في هذه الأمة، وأن الطيبين في كل مكان، فأدخل نفسك في زمرة الصالحين، وعمر قلبك قبل ذلك بحب رب العالمين، ووازن في مشاعرك، وتذكر أن الدنيا لا تدوم على حال، وإذا وجد الصدق والإخلاص في الحب فإننا نبشرك بمنابر النور يوم القيامة، ونبشرك بالأجر في كل زيارة أو اتصال يحصل بينكما، وإذا نجحت في إقناعه أو تيسرت لك الدراسة معه فلا مانع من ذلك، ويمكن أن يحصل اللقاء في ميادين العمل وساحات الحياة.

ولا يخفى عليك أن من علامات الحياة الحقيقية أن يسعد كل منكما بنجاح الآخر، وتفوقه في هذه الحياة.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يديم بينكما مشاعر الحب، وأن يجعل محبتكم لبعض في الله ولله، وأن يجمعنا جميعاً في صحبة حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان جندوا أنفسهم لخدمة الشباب الذين هم أمل الأمة بعد توفيق الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً