الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الحرارة والاحمرار المنتشر في كافة جسدي؟

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثين عاماً، أعاني من حرارة واحمرار في الوجه والصدر والرقبة والذراعين، وكافة الجسد، وهذا عند بذل مجهود، أو الضغط والتوتر النفسي، وعند التعرض لأي نوع من أنواع الحرارة، أو التعرض لأي موقف كان، سوء الخوف أو الخجل، وقد وصفها الأطباء بأنها نوع من الحساسية يعرف بالارتكاريا الكولنرجية).

أخذت الكثير من مضادات الهستا مين، ولكن دون فائدة، مثل (الفنستل والزرتك والنيورين) حتى مع تناولها لا تتوقف هذه البقع والاحمرار! فما الحل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد يغيب عن أذهان الناس أن العلاج السببي مقدم على العلاج الكيميائي، فإن كنت مثلاً أعاني من التحسس بعد الوقوف في الغبار، ويضيق نفسي، وتحدث عندي اندفاعات جلدية شديدة، وحكة، وأعطاني الطبيب مضادات هيستامين، والتي هي فعلاً علاج لما حدث معي، أليس من المنطقي أن أبتعد عن الغبار قبل أن آخذ الدواء؟ أو ليس من المنطقي أن الدواء سيعمل بطريقة غير فعالة؟ خاصة إن دام وقوفي في هذا الجو الذي تحسست منه.

إن الوصف المذكور يتماشى مع ما يسمى بـ (الشرى الفيزيائي) (physical urticaria)، وقد يكون بسبب الحرارة أو البرودة أو الضغط أو (الشرى الكولينيرجي) الناتج عن الجهد والتعرق، وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة أو برودة الماء، أو بسبب قوة ضغط الماء من الدُّش، أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس، ولذلك من الممكن تجنب الحرارة وتجنب الدلك، أو قد يكون بسبب الانفعالات أو الخجل.

كنوع من العلاج العرضي من الممكن تناول حبة مضاد هيستامين غير المنومة، قبل التعرض لأحد هذه الأسباب، مثل الاستحمام، أو موقف الانفعال، فهي إن لم تمنع فستخفف.

أما العلاج فينقسم إلى سببي وعلاجي؛ فأما العلاج السببي فيأتي في الدرجة الأولى، وهو تجنب السبب من ارتفاع أو انخفاض الحرارة، وتجنب الحركة المسببة للشرى، وتجنب الاحتكاك أو الضغط للجلد، وكذلك اختيار الموضع المناسب، واستعمال اللباس المناسب لأي نشاط.

أما العلاج بالدرجة الثانية فهو باستعمال مضادات الهيستامين قبل اللزوم والتوقع، مثل الكلاريتين (10مغ) أو الزيرتيك أو الأتاراكس (10مغ) أو التلفاست (180مغ) مرة يومياً لأيٍّ من هذه الأدوية، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أخذ أكثر من واحدٍ يتم توزيعها على النهار، فمثلاً تأخذ الزيرتيك صباحاً والأتاركس مساءً، وبعد التحسن يتم إيقاف أحدهما، ويفضل أن يكون الدواء الخاص في الوقت الذي لا تحدث فيه الأعراض، وبعد فترةٍ أخرى إيقاف الدواء الثاني، أو أخذه في الأوقات التي يتوقع أن تزيد الأعراض فيها - أي أن يُؤخذ بشكل مسبق - كما يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيبٍ على الأقل عند بدء العلاج.

في الحالات الأكثر إزعاجاً قد تُعطى أدوية أكثر تعقيداً مثل الكورتيزون أو الدانازول أو معدلات المناعة مثل السايكلو سبورين، أو الأشعة فوق البنفسجية، ولكن كل هذه العلاجات تُعطى فقط بيد الطبيب وتحت إشرافه وتحتاج إلى المتابعة، ويجب التأكيد على العلاج السببي، والمعتمد أساساً على تجنب الأسباب.

ومن باب التوسع يمكن أيضا الاطلاع على موضوع الشرى بشكل عام، والذي فصلناه في الاستشارة رقم (235453).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً