الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أمنع ابنتي من النوم بجانبي؟

السؤال

السلام عليكم..

شكراً جزيلاً على فتحكم هذه المساحة لحل المشاكل والالتباسات التي تواجه جميع الأسر العربية.

لديّ مشكلتان مع ابنتي، والتي عمرها سنة وثمانية أشهر، الأولى هي: أنها تنام على نفس السرير معي ومع والدها، ومتعلقة جداً بي، وقد حاولت جاهدة أن أجعلها تنام على سريرها ولو حتى داخل غرفتي، ولكن من المستحيل، وتصاب بحالة بكاء هستيرية، لدرجة أنها من الممكن أن يغمى عليها، وهذا الموضوع يسبب لي مشكلة كبيرة مع زوجي، وقد تأذت علاقتنا ومنامنا مع بعضنا، وخصوصاً أني الآن حامل في الشهر السابع، وأنتظر مولوداً، ولا أعلم ماذا أفعل بعدما يولد الطفل، وابنتي لم تنم وحدها حتى الآن.

المشكلة الثانية: هي أن طفلتي ما زالت تأخذ اللهاية، ولا تنام إلا بها، ولو أن اللهاية قد خرجت من فمها بالليل تحاول مسكها ووضعها في فمها وهي نائمة، فأود أن أعرف ما هي الطريقة حتى أخلصها منها؟ وهل هذا سيؤثر على نفسيتها إذا أبعدتها عنها؟ وأنا منتظرة مولوداً آخر، ولا أريد أن أزيد تأثّر طفلتي نفسياً.

أود أن أوضح بعض الأمور العائلية، وهي أن زوجي عسكري؛ مما يضطرني إلى المبيت عند أهلي إذا لم يكن معي، وأرجع إلى منزلي في حالة الإجازة منذ أن كان عمر طفلتي ثلاثة أشهر، أي أننا في حالة انتقال دائم، ومن الممكن أن نغير نومنا أربع مرات في الشهر.

شكراً جزيلاً وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما يبدر من هذه الصغيرة – حفظها الله – هو سلوك متعلم تطبعت عليه الطفلة وأخذت به، وصعب عليها تغيير السلوك، وفي ذات الوقت ربما يكون أيضاً درجة تحملك أصبحت ليست عالية؛ لذا وجدتِ صعوبة في تحمل صراخ الطفلة واحتجاجها حين تترك وحدها أو يُطلب منها أن تنام على سريرها.

أيتها الفاضلة الكريمة! القوانين السلوكية توضح أن كل سلوك مكتسب يمكن أن يُفقد؛ وذلك من خلال التعليم المضاد، فكل المطلوب هو أن توضع هذه الطفلة في سريرها، وسوف تحتج وسوف تصرخ، وسوف تقوم بالمسك على النفس، وهذا ربما يُزعج الوالدين كثيراً، وهذا هو الذي يحدث لك، ولكن أؤكد لك أنه لن يحدث لها أي مكروه - إن شاء الله تعالى - اتركيها في سريرها، لكن قفي بالقرب منها لفترة قليلة، وبالتكرار – أي أن تترك وحدها – عدة مرات وجد أنه بعد خمس أو ست ليال سوف تتطبع الطفلة على الوضع الجديد وسوف تتقبله.

أنصحك أيضاً أن تحضري لها دُمية في شكل بنت، دعي هذه الدمية بالقرب منها، أي: تنام معها، ويمكن أن تكون الدمية من النوع الحيوي الذي يصدر أصواتاً أو شيئاً من هذا القبيل، ويكون محبباً للطفلة.

هذه هي الوسيلة الأفضل، وهي الوسيلة التي تؤتي أُكلها، وسوف تتطبع الطفلة على السلوك الجديد، فقط المطلوب هو شيء من التحمل والصبر من جانبك، الأمر في غاية البساطة، وهذا سلوك مكتسب ومتعلم وسوف يُفقد.
وحتى بالنسبة لتطبع الطفلة على اللهاية وأنها لا تنام بدونها، هذا أيضاً سلوك قد اكتسبته، ومن وجهة نظري أجلي موضوع اللهاية الآن، وبعد أن تنام الطفلة وحدها وتتعود على ذلك حتى وإن كان جزئياً، بعد ذلك يمكن أن تأخذي منها اللهاية، وسوف تنشغل بالدمية واللعبة التي معها، وبالتدريج سوف تنسى وتتناسى، وتكون كل الأمور سائرة على خير.

الأمر بسيط جدّاً، وأرجو أن لا تنزعجي.
وبالنسبة للمبيت مع الأهل وأنه لا يوجد نمط واحد، هذا أمر أيضاً مقبول ولا تنزعجي له، لكن حينما تكونين مع أهلك أيضاً حاولي أن تتركي الطفلة تنام وحدها، هذا ممكن وليس بالصعب أبداً.

المهم هو أن تتحلي بدرجة عالية من التحمل والصبر، وحين تكون الطفلة في قمة صراخها واحتجاجها أرجو أن لا تحمليها وتضعيها معك، هذا سوف يكون سلوكاً خاطئاً جدّاً، وسوف يدعم سلوكها الخاص وهو الالتصاق بك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، أسأل الله أن يحفظها وأن يعافيها وأن يشفيها.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً