الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع طفل لديه خوف

السؤال

طفلي عمره أربع سنوات، يخاف من كل شيء يعني يسترعي انتباهه ويسأل عنه بهلع وبكاء في أغلب الأحيان، مثل الأصوات العالية وبكاء الأطفال، أيضاً لا يستطيع الذهاب وحده إلى أي مكان، عندما كان رضيع كان أي صراخ بصوت عالي يوجه له يجعله يستيقظ في الليل يبكي بالساعات وأنا حينما كنت حامل به تعرضت إلى حالة خوف لازمتني طوال حملى به، فهل هذا هو السبب ؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام راكان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حقيقةً أود أن أركز على النقطة الأخيرة في رسالتك وهي حالة الخوف التي انتابتك أثناء الحمل بهذا الطفل هل أثرت عليه أم لا؟

دار الكثير جدًّا من الكلام والبحوث العلمية حول هذا الموضوع في السنوات الأخيرة، وهي أن حالة الأم أثناء الحمل – أي حالتها النفسية – سوف تنعكس على جنينها، ليس هنالك أبدًا إثباتات قاطعة حول هذا الأمر، ولذا أيتها الفاضلة الكريمة يجب أن لا نأخذ ذلك كأحد المسببات للوضع النفسي الذي يعيشه هذا الطفل من حيث الخوف.

الأطفال يتفاوتون بالطبع في مستوى التعبير عن انفعالاتهم. الطفل إذا تعود على نمط معين وطريقة تنشئة معينة كان فيها يتمتع بحماية مطلقة من جانب والديه فهذا الطفل غالبًا في عمر الأربعة أو الخمسة سنوات قد يجد الانفصال من الوالدين صعب جدًّا خاصة الأم، وحقيقة هذه من المشاكل التربوية المعروفة جدًّا، كثيرًا ما نعوّد أطفالنا على نمط معين، وبعد ذلك نحاول أن نغير من سلوكهم، ولكن تكون هنالك صعوبات كبيرة جدًّا، فالطفل غالبًا يعبر عن احتجاجه بالبكاء أو الصراخ أو إبداء الخوف،وهذا حقيقة يثير الغريزة الجبلية في نفس الأم مما يجعلها لا تتحمل الموقف ومن ثم تكافئ الطفل بصورة خاطئة وهي أن تحقق له ما يريده بحمله وأخذه واحتضانه، ويحدث المزيد من المكافئة للطفل فيما يخص السلوك الخاطئ.

لكن أيًّا كان سلوك الطفل حتى وإن كان سلوكًا سلبيًا مثل الذي تحدثنا عنه فهو سلوك مكتسب ومتعلم،والشيء المتعلم والمكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد.

فأيتها الفاضلة الكريمة: الذي أنصحك به هو أن تكوني قوية الإرادة وقوية التحمل لصراخ وبكاء الطفل، وهذا البكاء هو عبارة عن احتجاج وليس أكثر من ذلك.

ثانيًا: يجب أن تحفظي بعض المسافات بينك وبين الطفل، لا تجعلي الطفل يتتبع خطواتك في كل لحظة، مهما كان بكاؤه وصراخه هذا سوف يقل بالتدريج.

ثالثًا: حاولي أن تلاعبي طفلك في الأوقات التي لا يتوقعها، حاولي أن تلاعبيه، وانزلي بنفسك إلى مستوى طفولي في طريقة اللعب والتخاطب والحركات، هذا يساعد الطفل كثيرًا ويوسع من آفاقه ومداركه ويجعله يحس بشيء من الراحة.

رابعًا: هذا الطفل لابد أن تتاح له فرصة بأن يختلط ويلعب مع الأطفال من عمره، هذا أيضًا يجعله - إن شاء الله تعالى- تدريجيًا يذهب لوحده للأماكن التي تناسب عمره.

خامسًا: من الضروري جدًّا أن تستفيدي من الألعاب ذات الصفات التعليمية، الألعاب التي تصدر منها أصوات أو إضاءات معينة، الألعاب التي تردد فيها أو من خلال هذه الدُّمى الأناشيد وكذلك التسجيلات القرآنية، هنالك أشياء وألعاب جميلة جدًّا تبهر الطفل وتشد انتباهه وتجعله يحس بالطمأنينة ويحاول الطفل أن يستكشف أكثر من خلال عالمه البسيط.

فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تتبعي هذه الخطوات، وإن شاء الله تعالى سوف يتحسن الطفل تدريجيًا، وهذه مراحل عابرة في حياة الأطفال، خاصة ما دام الطفل طبيعيا في مستوى إدراكه وذكائه.

بارك الله فيك، نسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما،ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً