الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الدورة الدموية، هل لها علاقة بالأرق وصعوبة النوم؟

السؤال

أنا عندي سمنة مفرطة، وزني 121 وطولي 178 وذهبت إلى طبيب باطنية، واشتكيت له من صعوبة النوم، وعدم الشعور بالانتعاش عند الاستيقظ من النوم وأعاني من الأرق، وأحس نفسي كسلان، لما أستيقيظ من النوم يعني ليس نشيطا، والطبيب شخص الحالة على أنه في ضعف في الدورة الدموية، وقال لي: لازم تخفف من وزنك وتمارس الرياضة؛ لأنني صراحة دائما أجلس على الانترنت طول الوقت، وأعطاني أدوية لتنشيط الدورة الدموية.

السؤال: هل صحيح أن ضعف الدورة الدموية يؤدي إلى الأرق، وصعوبة النوم، وعدم الانتعاش بعد الاستيقاظ من النوم، يعني تشخيص الطبيب صح أم خطأ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه ليست أعراض نقص الدورة الدموية، وإنما هي أعراض نقص التهوية الرئوية بسبب السمنة، فالسمنة تشكل عبئا كبيرا على عضلات الصدر والبطن، حيث تضطر لبذل مجهود كبير لتحريك القفص الصدري أثناء عملية التنفس، ونظراً للثقل الكبير فإن هذه العضلات لا تقوي علي توسعة القفص الصدري بالقدر الكافي فتقل السعة الحيوية للرئة ويقل وصول الهواء إلى الحويصلات الهوائية فتقل نسبة الأكسجين بالدم ويحتجز ثاني أكسيد الكربون وترتفع نسبته في الدم.

ويؤدي نقص تركيز الأكسجين إلى ازرقاق اللون كما يحفز الكلي لإفراز هرمون الإريثروبيوتين، وذلك للعمل علي إنتاج كميات أكبر من كريات الدم الحمراء لتعوض النقص في الأكسجين، هذه الزيادة في كريات الدم الحمراء تؤدي إلي زيادة حجم الدم ولزوجته، كما أن نقص الأكسجين يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، وهذان العاملان يشكلان عبئاً علي البطين الأيمن تضطر عضلة البطين الأيمن لبذل مجهود كبير لضخ الدم في الشريان الرئوي.

واحتباس ثاني أكسيد الكربون وارتفاع تركيزه يؤدي إلي اضطرابات النوم، وتوقف التنفس أثناء النوم.

ومن الأعراض التي يشكو منها المريض:

1- سمنة مفرطة.

2- ضيق بالتنفس.

3- نوبات توقف التنفس أثناء النوم.

4- اضطراب النوم ليلاً مع ميل شديد للنوم نهاراً.

5- إجهاد شديد نتيجة لاضطرابات النوم.

6- أحيانا يكون زرقة عامة، وخاصة في الحالات المتقدمة وهو تغير لون الجلد للون الأزرق أو الأورجواني نتيجة لنقص الأوكسيجين، مع زيادة عدد كريات الدم الحمراء.

7- احتقان بالوجه والكبد مع احتباس الماء تحت الجلد نتيجة لهبوط أو فشل قلبي رئوي.

أما العلاج فإن كل الأعراض السابقة قابلة للعلاج والعودة إلى الحالة الطبيعية إذا تم التشخيص والعلاج مبكراً، والعلاج يعتمد أساساً على إنقاص الوزن، وإن لم يتم تنزيل الوزن فإن الأعراض تزداد، وقد يؤدي إلى قصور في القلب الأيمن؛ لذا عليك ببذل كل ما تستطيعه لتنزيل الوزن؛ فهو الحل لهذه المشكلة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً