الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أريد الالتحاق بالجامعة، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أتممت اختبارات الثانوية - بفضل الله ثم بفضلي - نجحت والحمد لله, 12 سنة أتممتها في التعليم، لكن هذا لا يكفي في مجتمعنا، يريدون أكثر من شهادة جامعية، وأنا لا أستطيع، فإن شهادة الثانوية هي إمكانياتي، وحصلت عليها، أما الجامعة فإنها أكثر من إمكانياتي، فالدراسة عندنا ليست بسهلة، وليس حلمي أن أذهب إلى الجامعة, نعم إنه ليس حلمي، بل إنه حلم أخواتي الأكبر مني سنا، فإنهن أكملن الثانوية، وبدأن بالعمل في الحال، ولا يستطعن الرجوع إلى الوراء, ولقد ندمن أشد الندم.

الآن أحس بضغط كبير لأنه يراد مني أن ألتحق بالجامعة، وأنا ليس لدي رغبة في إكمال الجامعة، ولا لدي رغبة بالعمل, أنا أريد أن أستقر وأتزوج, دائماً يمتدحون طبخي وترتيبي وتنظيفي، ودائماً يصفونني بربة المنزل الممتازة, لكن من الممكن - لا سمح الله - إذا تزوجت يصبح خلاف وأتطلق، وليس لدي إلا شهادتي الثانوية، وهناك احتمالات كثيرة، ولا أريد أن يلحقني لوم عند فشلي.

كما أني ضعيفة في التعليم، فقد حصلت صعوبة كبيرة في اختبارات الثانوية، ونجحت بنسبة لا بأس بها، فما الحل؟ إن ضغط أهلي علي سبب لي التعب والأرق، وأصبحت لا أخرج من غرفتي مذ كنت في ثاني ثانوي، يرددون على مسمعي الجامعة .. الجامعة .. الجامعة.

لقد كرهت الجامعة قبل دخولي إليها, لا أريد الذهاب إلى الجامعة، وفي نفس الوقت لا أريد أن أفشل، كما أني الأخت الصغرى، ودائماً ينتقدونني ولا ينتقدون تصرفاتهم، فأنا لا أحس بالعدل، أريد فقط أن أتزوج, لقد قرأت الكثير عن الزواج، وكتب توعية، لقد فتحت عيني على القفص الذهبي، وما المشاكل التي قد تأتيني وقد أصبحت مستعدة، لقد ثقفت نفسي للزواج منذ كنت صغيرة، لكن أصبح ذلك مستحيلاً، فأنا أريد الزواج، لأني متأكدة أني كفؤ للزواج وبإمكانياتي أن أتزوج, ما الحل؟ هل أنا على خطأ؟

ساعدوني, ساعدكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يحفظك بحفظه، ويطيب لنا بداية أن نهنئك بشهر رمضان، والذي نسأل الله أن يكون شهر خير علينا وعليك وعلى الأمة الإسلامية.

أختنا الفاضلة: جميل أن تعيش الأخت بين أسرة مترابطة متماسكة، يسعى الإخوان فيها إلى عدم تكرار ما وقعوا فيه من أخطاء، وتطبيق ذلك لأختهم، وإني أختلف معك ابتداء في أن إمكانياتك لا تسمح لك بدخول الجامعة لعدة أسباب:

السبب الأول: أنك بعد لم تدخليها ولم تري مقرراتها ولم تسمعي من أساتذتها، فهذا حكم على غائب.

السبب الثاني: صياغتك للسؤال تدل على فهم للحياة مناسب تماماً مع السن، أو ربما يزيد عليه، وطريقتك في إيصال ما تعتقدينه قوية، مما يدل على أن إمكانياتك متوافقة تماماً.

السبب الثالث: إلمامك بكل مسائل الزواج، وما يتعلق بها، حتى أصبحت في تصورك على استعداد تام لأعبائه، يدل أيضاً الاستعداد الفطري لك إذا أردت أو أحببت ما أقدمت عليه، وإنما صرفك عنه كثرة التفكير في الزواج، وفي هذا السن التي أنت فيه يغلب على الأخت ذلك، فليس عيباً ما دام الأمر محفوظاً لا يتعدى مراحل الحظر الشرعي.

يبدو أنك فهمت أن الدراسة الجامعية ستكون عائقا أمامك، أو قد تأخر زواجك، وترسب هذا في عقلك الباطن، مما جعلك تحجمين عن الدراسة، مع أن ما يريحك - إن شاء الله - إيمانك التام بأن الأمور في علم الله مقدرة، وأن الزوج الذي أراده الله لك هو من يبحث عنك، وما عليك إلا كثرة الدعاء لله أن يكون زوجا صالحا تقيا .

أتمنى عليك أختي الفاضلة أن تعاودي النظر في موضوع الجامعة، وأن تختاري كلية مناسبة لك تتسم بأمرين:

الأمر الأول: ألا يكون فيها أو في دراستها ما يتناقض مع تعاليم الإسلام.

الأمر الثاني: أن تنوي بذلك أنك ستخدمين دين الله عز وجل، سواء على المستوى الفكري أو المستوى الاجتماعي أو المستوى الإداري، حتى يكتب الله لك الأجر مرتين.

فاختاري من دراستك ما يؤهلك أكثر لأن تكوني أماً مثقفة لأولاد قادمين - إن شاء الله - وهذا لا يكتمل إلا بركعتي استخارة لله عز وجل، مع الإلحاح بالدعاء في هذه الأيام المباركة بأن يختار الله لك الأفضل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا نبع الإيمان

    نصيحه الك حبيبتي عليكي بالجامعة وموقفه ان شاءالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً