الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثير من الهموم.. فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أقول لكم همومي ومشاكلي التي لا يوجد لها حل، أنا أبلغ من العمر 15 سنة، ولكني لدي هموم كثيرة!

أبي متوفي مذ كان عندي 4 سنوات، وليس لي أي أصدقاء، أرى كل الناس مبسوطة وعندها أصدقاء وأصحاب وأقارب، وأنا ليس لي أي حد غير أمي فقط، وحتى كل ما أريد أشتغل أمل وأترك العمل، ودائما أعاني من نقص في حياتي! أحس شيئا ينقصني.

لا أعرف أتفاعل مع الناس، ولا أتكلم مع الناس، يعني أنا شخص غير اجتماعي، وأيضا أنا كل همومي أكتمها في قلبي، وما أحب أحكي لأي أحد حاجة، وأنا الحمد لله أصلي وأدعو ربنا دائما، صابر على كل شيء، ولكني لا يوجد لدي أي حل، وأيضا مشكلة أخرى وهي الفقر، وكوني أعيش في بيئة مسيئة للغاية، أود أخرج منها، ولكني لا أعرف!

هذه كلها بسبب فقرنا وعدم توفر المال، فأنا أود أبقى مثل الناس، أعرف أتواصل معهم، ويبقى لي أصحاب، وأخلص من النقص الذي عندي.

أرجو منكم أن تردوا علي في أقرب وقت وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأن تكتب إلينا هذا السؤال، وبهذا التركيز الجيد والوضوح في التعبير ليبشرني بالخير الكثير، وبأنك بعون الله ستتجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها، والتي عبّرت عنها بالتفصيل.

ليس نادرا أن يشعر الشباب فيمن هم في عمرك، 15 عاما، أي في سن المراهقة، ليس نادرا أن يشعر الشاب بالكثير مما ذكرت في سؤالك من الشعور بالعزلة، وبأنه تنقصك بعض الأمور المادية والمعنوية، وأن الناس في سرور إلا أنت، وربما ازداد في حالتك فقدانك لوالدك رحمه الله والفقر.

يفيد في هذا الموقف أخي محمد أن لا تكثر من التحليل، والتفكير والتأمل في الجوانب المختلفة، وإنما أن تركـّز على أمر عملي تبدأ به، ويفيد أن تبدأ بأبسط هذه الأمور، ويمكن أن أقترح هنا التركيز على البحث عن عمل تتعلمه وتحاول إتقانه، وتحاول الاستمرار به، وتترك الأمور الأخرى لوقتها المناسب.

ستلاحظ وبالتدريج أن الغمامة بدأت تنقشع رويدا رويدا، وستلاحظ أن ثقتك بنفسك، ونظرتك لنفسك وللناس وللحياة أكثر بهجة، وأكثر أملا.

إذا وجدت من حولك شخصا واحدا تعرفه وتثق به وترتاح إليه، فيفيد الحديث معه، ولا يشترط أن يكون هذا من الأقرباء، فقد يكون أحد المدرسين عندما كنت في المدرسة، أو إمام مسجد قريب منك أو غيرهما.

وعلى ذكر المدرسة، هل هناك أي فرصة للعودة إلى المدرسة، أرجو ذلك، وإلا فلا حرج، ولا يكلف الله نفسا إلى وسعها.

مما سيعينك كثيرا في مسيرك هذا أنك قريب الصلة بالله تعالى، فأنت محافظ على صلاتك، وقريب الدعاء من ربك، وهذه هي نسمات شهر رمضان تهبّ علينا، وسيكون في هذا الشهر الخير الكثير، حيث يقول الله تعالى وسط آيات صيام رمضان (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

سيعينك أيضا وجود والدتك معك -حفظها الله- فهي فرصة مفتوحة لك للتقرب من الله تعالى، وستلاحظ أن رضاها عنك سيفتح لك أبوابا كثيرة من الخير والنجاح.

وفقك الله وسدد خطاك، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة، في أقرب وقت.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً