الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب صورتي قبل التقدم لخطبتي، ماذا أفعل؟ وكيف أقنع أهلي برغبتي فيه؟

السؤال

جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع وهذا المجهود.. مشكلتي محرجه، أنا خجلانة أشد الخجل منها، ونادمة وأخاف من عذاب الآخرة، لم أتصور أن أحب يوما، أنا فتاة من عائلة محترمة، ومتدينة، لا أعرف إن كان يحق لي أن أقول عن نفسي محترمة، وقعت في الحب عن طريق الصدفة، لا أريد الإطالة.

تعرفت على شاب عن طريق لعبة أون لاين، كنا نتحدث كباقي الأولاد والبنات، وهو كان يحكي لي مشاكله مع باقي الأعضاء، وهكذا صرنا قريبين من بعض ليس بإرادتنا، أعلم أن ما حدث خطأ، علاقتنا خطأ، أنا أتعذب لأن الحب حرام، ولكن هو شاب محترم وخلوق، ولا يحدثني كما يفعل المراهقون، بل يريد الزواج ومصر عليه كثيرا، وأنا أريد أن أتزوجه، ولكني أخبرته أن حبنا حرام، قال لي نحن لم نفعل شيئا، ولا أنا سمعت صوتك، ولا شفت صورتك، نحن إن كنا أخطأنا نريد الحلال نريد الزواج، وكلم أهله، ويريد أن يكلم أهلي ويأتي لخطبتي وهو من بلد آخر غير بلدي.

المشكلة هنا كيف أصارح أهلي، فلن يتقبلوه، أعرف أن ما فعلته خطأ، ولكني أريد الزواج ماذا أفعل مع أهلي؟ كيف أخبرهم؟ ساعدوني أنا لا أعرف أن أحكي مشاكلي لأحد، ولم أفعل طول عمري كيف أخبرهم أني أريده؟ وهو يريد قبل أن يأتي لخطبتي أن يرى صورتي وأنا محجبة أو غير محجبة، ماذا أفعل هل من حقه أن يراني؟ هل أعطيه صورتي؟ انصحوني أرجوكم، وشكرا لكم. أعتذر على الإطالة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أيتها الأخت الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وتقبل الله منك الصلاة والصيام وسائر الأعمال.

وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة، فسرني ما أنت عليه من تدين واضح من خلال حديثك، وكم كنت أتمنى ألا تقعي في مثل ما وقعت فيه، لكن الحمد لله أن الأمور لم تتطور، إن الله قد عصمك بما يعلمه فيك من خير وصلاح وتدين، وأنه طريق يؤدي لا محالة إلي الحرام، وهذا الخوف ينبغي أن يدفعك إلى ترك ما حرم الله عز وجل، وأن تراعي حدود الله ونواهيه، صيانة لدينك وحفظا لكرامتك، وحفاظا على أهلك وسمعتك.

واحذري أيتها الفاضلة من المضي قدما وراء حبائل الشيطان، وانتبهي لتحذير القرآن من تتبع خطواته حيث قال:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، فالشيطان يحسن القبيح الحرام خطوة خطوة إلى أن يصل الحال عياذا بالله إلى ما لا ينفع معه الندم، واحمدي الله أختي الكريمة الذي كساك بلباس الستر، وصرف عين أهلك عن مثل تلك الرسائل، فكيف لو كشف الله عنك هذا الغطاء، فاحمدي الله على الستر واحمديه على أن وقاك شر الوقوع فيما حرم الله.

فإياك ثم أياك أن تعطيه صورتك أو أن تتواصلي معه، وإن كان صادقا في مشاعره، فعليه أن يدخل البيت من بابه، وحينها له أن يرى الرؤية الشرعية، وبهذا تكونين قد حفظت دينك، وحافظت على كرامتك وعائلتك، فإن جاء فحي هلا به، وإن انصرف فشر صرفه الله عنك فاحمدي الله على ذلك واكتمي الأمر ولا تحدثي به أحدا، ويساعدك على التخلص من هذا الأمر عدة أمور:

1- التوبة الصادقة والندم على عدم العودة إلى ما حرم الله، والله يقبل توبة التائبين.

2- علقي قلبك بالله عز وجل عن طريق قراءة القرآن وكثرة الذكر والنوافل، وتضرعي له بالدعاء أن يصرف عنك ما علق في قلبك من أمور محرمة.

3- غيري رقم هاتفك، واحذفي رقمه فورا، وكذا كل الرسائل التي أرسلت لك أو أرسلتها له.

4- اجتهدي في الابتعاد عن أوقات الفراغ، فهي قاتلة، والشيطان الذي لا يريد لك الخير يستغلها ليذكرك به دوما، فاجتهدي أن تشغلي وقتك إما بالعبادة أو المذاكرة أو الجلوس مع الأهل.

5- تابعي واقرئي عن بعض النهايات لبعض البنات اللآتي بدأن بداية لم يشعرن إلا وقد ضاع منها كل شيء، وندمت ندما لا يرجع ما ضاع ولا يصلح ما كسر.

كما أوصيك أختي الكريمة أن تقتربي أكثر من والدتك، وأن تصاحبيها، وأن تشركيها معك في حياتك فلن تجدي أحدا يحبك ويخاف عليك في الدنيا كلها مثل أمك.. أسأل الله أن يصرف الشر عنك صرفا، وأن يرزقك إيمانا يعصمك من الوقوع فيما حرم الله، وأن يسترك في الدنيا وبين يديه يوم القيامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً