الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي مصابه بضمور في خلايا المخ، فهل تحتاج لطبيب نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

عندي أخت مصابة بضمور في بعض خلايا المخ، عمرها حاليا 15 سنة أصبحت في الفترة الأخيرة عصبية بشكل فوق الطبيعي توصل فيها أنها تضرب نفسها حتى تؤذيها، وأحيانا تضرب أي أحد عندها، أصبحت تكره الخروج من المنزل وتكره الدراسة بعد الحب الجنوني لها لدرجة أنها تبكي وتضرب نفسها.

سؤالي هنا:
1- هل تحتاج أن تعرض على طبيب نفسي مع العلم أن قدرتها على الكلام محدودة؟
2- كيف نتعامل مع مثل هذي الحالة إذا أصبحت في حالة العصبية
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

هنالك أعراض نفسية وعصبية تكون مصاحبة لحالات التغيرات العضوية في خلايا الدماغ، وبما أن أختك الكريمة مصابة بضمور في بعض خلايا المخ يعني أنه يوجد تأثير سلبي على خلايا الدماغ، وهذا التأثير السلبي يؤثر على حركة المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، وكذلك التواصل عن طريق الومضات الكهربائية، وهذا يكون بين خلايا المخ.

والتوتر والعصبية وكثرة الانفعال هي سمات وصفات نشاهدها لدى الذين يعانون من الإصابات الدماغية أيًّا كان نوعها، وبما أن الشخص الذي لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بطلاقة مثل حالة أختك – حفظها الله – يجد نفسه مضطرًا لأن يعبر عن نفسه من خلال انفعالاته، وهذه الانفعالات دائمًا تكون في شكل توتر وعصبية.

وشيء آخر مهم جدًّا: هو أن الاكتئاب النفسي حين يظهر لدى الذين يعانون من هذه العلل الدماغية لا يظهر في شكل حزن حقيقي أو كدر أو شعور بالكرب والسوداوية، إنما يظهر في شكل عصبية وتوترات وانفعالات.
إذن هذا يقودنا أن هذه الابنة – حفظها الله – غالبًا يكون لديها قلق أو توتر داخلي، وربما يكون هنالك بدايات لاكتئاب نفسي بسيط، وهذا -إن شاء الله تعالى- يمكن أن يتم علاجه بصورة جيدة جدًّا بعد مقابلة الطبيب.

إذن أنصحك بالفعل أن تشرحي لوالديك أنه من الأفضل أن تقابل أختك الطبيب النفسي، وتُشرح له الحالة بالتفصيل، والطبيب النفسي -إن شاء الله- سوف يقوم بإعطاء التوجيه اللازم، وربما يصف لها بعض الأدوية البسيطة الملطفة للمزاج والذي تزيل وتحجّم هذه الانفعالات السلبية وتجهلها -إن شاء الله تعالى- في حالة نفسية مريحة لها ولكم.

بالنسبة للمعاملة العاملة: يتم التعامل معها بلطف ونحفزها ويكون هنالك تشجيع لها مع التوجيه، وإشعارها بأنها شخص غير مكروه وأنه مرغوب فيها جدًّا وأنها عضو فعال في الأسرة، ويجب أن لا تهمّش، ويجب أن نعطيها الفرصة لأن تشارك في الأنشطة الأسرية المختلفة، وهذا في حد ذاته وسيلة جيدة وممتازة جدًّا لتأهيلها نفسيًا واجتماعيًا.

خلاصة الأمر: أرجو أن تتقدموا بأختك لمقابلة الطبيب المختص، وأنا متأكد أنه -بإذن الله تعالى- سوف يتم مساعدتها جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمرها والتواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً