الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي ظلمني وسرق ميراثي ولا زوج مناسب ينقذني!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 29 سنة, ولي 3 أخوات وأخ, توفي أبي وترك لنا بيتا غير مكتمل, البناء به محلات, وبعد مضي فترة قرر أخي الزواج, وكان يأخذ كل عائد المحلات, وساعدته أمي في ذلك, واشترى الكثير من الذهب لخطيبته, وحرمنا هو وأمي من حقنا في الميراث؛ بحجة أنه سيتزوج, ويجب أن نقيم عرسا فخما للتباهي أمام الناس, واستمر أخي في سرقة أموالنا.

وبعدها بسنة تزوجت أختي, ثم أختي التي تليها, وبقيت في المنزل أنا وأخت واحدة وأمي, وعندما طالبت بميراثي, قال لي: إن القسمة التي قسمها الله لا تصلح للتطبيق في الحياة, وأخذ يترصد لي حتى سمعني أتحدث عبر الهاتف مع دكتور زميل كنت أتفق معه على أن أعمل عنده في العيادة, فضربني بشدة على وجهي برجله, وأخذ يضربني, ويلاحقني حتى أغمي علي, وأمر أمي بالحجر علي في البيت, لا أخرج منه أبدا, ولا يراني أحد.

ومرت الآن 7 أشهر, وكلما تقدم لي أحد لخطبتي كانت تحدث مشاكل تعيق الموضوع, وأغلبهم غير مناسبين لي, ضاقت بي الدنيا, ودعوت الله عليه كثيرا, ومن المعروف اجتماعيا أن أمري بيده, وإذا خرجت ربما يضربني ثانية, أخاف أن يشوه وجهي, كذلك لا يوجد لي مكان ألجأ إليه إذا هربت من المنزل.

حاولت الاستنجاد بعمي لكنه خائف من أخي, وأخذ يتنصل من المسؤولية, ماذا أفعل لأواجه هذا الظالم؟

وكيف أحل مشكلتي؟ هل يجب علي أن أوافق على الخطبة من شخص لا أريده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ HASNA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفرج همك, ويقضي حاجتك, ويهدي أخاك لأنبل السبل, ويجنبك ظلمه.

لا شك -أيتها الأخت العزيزة والبنت الكريمة- أن هذه الأخ أساء في تعديه على حظكن من الميراث، وهو مسئول عن هذا بين يدي الله تعالى، ولا يجوز للأم أن تساعده على الاستئثار بحقوق أخواته، فإن الله سائله عن ذلك، ولكن ما نوصيك به -أيتها الأخت- هو معالجة الأمور بالأرفق والأيسر بك، فكوني على ثقة بأن الله تعالى سيجعل لك فرجا ومخرجا.

ونصيحتنا لك تتلخص في الآتي:

أولا: حاولي أن تغضي الطرف عن حقوقك المادية في هذه المرحلة -أيتها العزيزة- حتى لا يتخذ أخوك ذرائع وأسبابا لمنع الخير من الوصول إليك، لينال من حظك من المال، فسدي عليه هذا الطريق, وحاولي أن تسكتي عن هذه الحقوق، وأوهميه وأوهمي والدتك بأنك لا تريدين شيئا من ذلك حتى يتيسر لك الزواج بالرجل المناسب لك، فإذا وجدت بعد ذلك من يقف بجانبك وينصرك للوصول إلى حقك فحينها يمكنك الوصول إلى حقك بيسر وسهولة.

فنصيحتنا لك أن لا تدخلي مع أخيك في خصام على الميراث في هذه المرحلة لا سيما وأنت لا تجدين من ينصرك عليه، وقد يتذرع بذرائع أخرى لإيذائك، والمقصود الأعظم هو حرمانك من هذه الحقوق، فحاولي أن تتجنبي الخوض في هذه المشكلات الآن.

ونصيحتنا لك أن تستعيني بمن يمكن الاستعانة به من أقاربك في البحث عن الزوج المناسب، وإذا تقدم لك من يُرضَى في دينه وخلقه، فنصيحتنا لك أن تقبلي به، فإنك لا تأمنين تقدم الخطاب إذا تقدم بك السن، ولست مجبرة شرعا على أن توافقي بالتزوج بمن لا تودين التزوج به، ولكن ينبغي أن تكوني عاقلة فوازني بين الأمور، واتركي بعضها لبعض، فلا ينبغي أن تفرطي في التمني ووضع المواصفات العالية في الرجل الذي يتقدم لك، لا سيما وأن الفتاة كلما تقدم بها السن كلما قلت فرص الزواج، فينبغي أن تكوني حازمة فإذا تقدم لك من يصلح للزواج فنصيحتنا لك أن تبادري لذلك، وسيجعل الله تعالى في قلبك من المحبة بعد ذلك ما تستمر معه الحياة.

كما ينبغي أن تتذكري دائما -أيتها الكريمة- أن الحياة الزوجية من ورائها مقاصد ومنافع عظيمة, من أهمها: تحصيل الولد، وحصول السكينة والوقار في البيت، وليست كل البيوت تبنى على الحب كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير كله، وأن يقدر الخير حيث كان، ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا أمل

    مشابه تقريبا لوضعي، المرأة العربية تعاني من تسلط هؤلاء العجزة الفاشلين الذين لا موهبة ولا علم ولا نشاط يسعف أحدهم لجني المال، والحل هو سرقة مال الضعفاء ممن هم تحت "ولايتهم" سواء نساء أو يتامى أو عجزة. أشعر بالأحباط والغل والقهر، ظلمات بعضها فوق بعض. ومما يزيد الجرح إيلاما أن الأم تلعب دائما نفس الدور الوضيع في تسهيل وتبرير ومباركة سرقة أولادها لمال أخواتهم،حتى تشعر أن هناك ثمة ثأر مابينها وبين بناتها! أو ربما تحاول أن تكفر عن خطأها بولادة البنات، ولهذا سيكون من الجيد تشريع وأد البنات، فهم يشرعون ما يخالف شرع الله ويحكمون بما يغضبه ويعيشون في سخطه على كل حال،وإن كانوا في الجاهلية الأولى يقتلون البنات لأنهم لايجدون ما ينفقونه عليهم، فليئدوهن في الجاهلية الثانية لأنهم يرغبون في سرقة ما قسمه الله لهن من خير. ليحرقهم الله بكل قرش سرقوه وسيسرقوه مني ومن كل أنثى.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات