الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع ابني الذي حاول التحرش بأخته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابني عمره 14سنة، دخل الغرفة على أخته، عمرها 16 سنة، وهي نائمة، ووضع يده على ثديها، أفاقت وصرخت عليه، فكيف أتصرف معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع.ع.م .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح ولدك، ويجنبه السوء وأهله.

لا شك -أيتها الكريمة- أن هذا الولد يعاني من مشكلة، وهو بحاجة إلى من يأخذ بيده ليجنبه الوقوع فيما هو أعظم مما وقع فيه، فالشباب في هذا السن عرضة للإثارة، ومع صغر السن وعدم التفكر في العواقب وضعف الوازع الديني، كل هذا قد يؤدي به إلى أن يُقدم على مثل ما فعل، بل وأشد منه إذا لم يُنتبه له ويعان للتخلص من هذه الحالة التي هو فيها.

ومن ثم نصيحتنا لك أن تعتني بتربية هذا الولد التربية الإيمانية، فإنها جزء مهم جدًّا في ردع الإنسان عن ارتكاب الفواحش، سواء رأى أناسا أو لم يروه، فهذا الولد بحاجة إلى أن يُعلّم الآداب الشرعية التي ينبغي الوقوف عندها، ويذكر بعد ذلك بأن هذه الآداب الله عز وجل مطلع على تنفيذها والقيام بها، وأنه سبحانه وتعالى لا تغيب ولا تخفى عليه خافية، فيُذكر بمراقبة الله تعالى وعقاب الله تعالى للعصاة والمجرمين، وفي سورة النور منهج متكامل لكل تعليم الشباب والشابات ما يُطلب منهم في هذا المجال، فإن الله عز وجل افتتح السورة عن الزنا وعاقبة الزنا، وحال الزاني، وثنى بعد ذلك بالحديث عن آداب الاستئذان وآداب البيوت، وختم السورة بالحديث عن العورات ومتى يُسمح للصغير الدخول ومتى لا يسمح، وآداب استئذان الكبار.

هذا هو المنهج القرآني في تربية الناشئة بأن يعلموا الآداب الإسلامية، ويبين لهم عواقب المخالفات إذا وقعوا في هذه المخالفات، ويُربط كل ذلك بمراقبة الله تعالى لهم، ومن أهم الوسائل التي ركزت عليها السورة: تجنيب الأبناء والبنات أسباب الإثارة، فهذا أمر في غاية الأهمية، فهذا شاب بحاجة أن يصان عن المثيرات سواء كانت مرئية أو مسموعة، وسواء كانت مرئية مشاهدة في التلفاز أو غير التلفاز كالكمبيوتر وغيره، فهو بحاجة إلى أن يعان، فيُمنع من تناول الأشياء التي تثير غريزته كالنظر إلى الصور المحرمة، ونحو ذلك.

ثم هو بحاجة أيضًا إلى تقوية الأعمال الإيمانية في نفسه كالصلاة والاهتمام بالصلاة والتذكير بالآخرة، فهذا من شأنه أن يهذب النفس ويقوي في القلب مراقبة الله تعالى والخوف منه.

ثم من الأساليب النافعة في هذا المقام: أن تنفردي به وتهدديه بأنه إذا عاد إلى هذا الفعل فإنه سيعرض نفسه للعقاب، وأنك ستخبرين والده بذلك، وأنه إذا خرج هذا الأمر وشاع في الناس فإنه سيتعرض للفضح بينهم، ونحو ذلك من التهديدات التي تجعله يُحجم ويبتعد عن الوقوع في مثل هذه المواقف.

من النصائح المهمة -أيتها الأخت-: أن تأمري البنات بأن لا يلبسن أمام إخوانهنَّ الشباب ما يثيرهم من الملابس الضيقة، أو التجمّل الزائد أمامهم، أو كشف المفاتن، ما دام أن الشباب في هذا المستوى من الإثارة، فهذه الأمور مهمة، لا بد من الاعتناء بها داخل البيت، إضافة إلى عزل البنات عن الأبناء أثناء النوم.

وبهذه التدابير -إن شاء الله تعالى- ستجدين بأن الولد يتحسن وينقلب حاله يومًا بعد يوم.

من الوصايا المهمة أيضًا: الاعتناء بالشباب الذين يجالسهم هذا الولد، من هم رفقته؟ فربما كانت رفقته أيضًا تدعوه إلى مثل هذه التصرفات وتشجعه عليها، وتثيره إليها، ومن ثم فأنتم بحاجة كأسرة أن تعينوه على اختيار أصدقائه الصالحين، وتحاولوا تشجيعه على الجلوس إليهم وقضاء الأوقات معهم، وبهذا ستجدين أخلاقه تتغير كل يوم.

نسأل الله تعالى أن يصلحه، وأن يجنبه الخطأ والزلل، وأن يعصمه من المضلات، إنه سميع قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً