الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي يفرقان بيني وبين أختي كثيرا بم تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،،،

مشكلتي باختصار هي أن والدي يفرقان بيني وبين أختي كثيرا، وهل كون واحدة بطبيعتها تتكلم معهم كثيرا وكون الأخرى كتومة يعطيهما الحق في ذلك.

هما دائما النقد، ينتقدانني في صمتي، في علاقاتي مع الآخرين، هذا الأمر صعب علي طاعتهما, وسبب لي الكثير من الألم، فالجميع ينتقدني لصمتي، فأنا بطبيعتي لا أتكلم كثيرا, هل هذه جريمة ارتكبتها؟

حتى قريباتي ينتقدنني في صمتي في المجالس، حتى أصبحت أتجنب الذهاب لزيارتهن.

أريد منكم إرشادات عملية تساعدني في التعامل مع الوضع، واكتساب شخصية قوية.

وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الوالدين لا يفرقان بين الأبناء ذكورًا كانوا أو إناثا، لكن هنالك مواقف قد تجعل الوالدين أكثر تفاعلاً مع أحد الأبناء والبنات، لأن هذا الابن أو الابنة يأخذ المبادرات الإيجابية، وهذا قد يعطي الانطباع للآخرين -خاصة من الأخوة والأخوات- أن هذا الأخ أو الأخت يستأثر بحب الوالدين أكثر.

الذي أريده منك هو أولاً: أن لا تعتقدي أنك ضعيفة في شخصيتك, فأن تكوني كتومة, ولا تتفاعلين اجتماعيًا, هذه خصائص وسمات، والاختلافات بين البشر موجودة، فهنالك أيضًا أناس تجديهم منفتحين بدرجة من الفضول والتطفل، وهذا ليس أمرًا جيدًا أيضًا، فالوسطية هي دائمًا أفضل.

تقربي إلى والديك أكثر، قبّلي رأسيهما، سلمي عليهما، أشعريهما أنك إنسان مشارك فعلاً في شؤون الأسرة، ولا تعيشي في هامش الحياة، هذا مهم جدًّا، ويمكن أن تقومي بأدوار عملية حقيقية، ساعدي الوالدة في أعمال المطبخ، في ترتيب المنزل، في غسل الملابس، في غسل الصحون مثلاً، في ترتيب خزانات الملابس، هذا كله يبني علاقة تواصلية، التواصل ليس من الضروري أن يكون تواصلاً لفظيًا، التواصل غير اللفظي أيضًا موجود، تبسّمك في وجه والديك، أن تأخذي بأيديهما متى ما كان ذلك ممكنًا، أمور كثيرة جدًّا، رتّبي لوالدتك غرف النوم مثلاً والأسرة.

لا أقول لك انخرطي في الأعمال وانقطعي لإرضاء والديك، ولكن كوني فطنة، كل ما تحسين أن فيه إرضاء لهما قومي به.

أريدك أن تقترحي على الأسرة أن تكون هنالك حلقة للقرآن الكريم وتدارسه وتدبره والتمعن في آياته ولو آية أو آيتين أو ثلاث، ولو مرتين في الأسبوع، هذه طريقة للتواصل تجعلك تتواصلين مع أسرتك.

طريقة عملية أخرى هي: أن يكون هنالك اجتماع أسري مرة في الأسبوع، هذا يسمى بمؤتمر الأسرة، يجلس الجميع مع بعضهم البعض لمناقشة أحوال الأسرة، ودائمًا يرأس هذه الجلسة أحد أفراد الأسرة، ويكون ذلك بالتناوب، هذه طريقة عملية جدًّا للتواصل, ولأن تعطي الأسرة كينونتها، وليس من الضروري أن يكون هنالك اتفاق في الرأي في هذه اللقاءات، كل يقول ما يريد, ولا مانع حتى من الانتقادات المعقولة، التوجيهات, هذه طرق عملية تفيدك.

وفوق ذلك لابد أن تغيري مشاعرك حول أسرتك.

المشاعر السلبية لا يمكن أن تكون طريقة للتعامل مع الوالدين، فأي شعور سلبي يجب أن يُنزع تمامًا.

أنت لم ترتكبي جريمة, وهم لم يرتكبوا جريمة، فقط أنت محتاجة لأن تأخذي بالمبادرات, ولا شيء ينقصك أبدًا للقيام بذلك، ما دمت تعرفين نقاط الضعف التي فيك فحاولي أن تعالجيها، وهذا أمر بسيط جدًّا.

كوني مُلمّة ببعض المعلومات المعرفية؛ لأن الإنسان من خلال المعلومات المعرفية يستطيع أن يطرح هذه المواضيع, ويناقش ويحاور.

مثلاً تعرفين أن والدك يحب أن يعرف عن أمر ما لماذا لا تقرئي عنه؟! وتتكلمين مع والدك حول هذا الموضوع، وهكذا مع والدتك.

إذن زودي نفسك بالمعارف وبالعلوم، هذه طريقة جيدة جدًّا.

ويجب أن لا يكون هنالك أي شعور بالضغينة حيال أختك؛ لأنك ترين أنها تستأثر بحب الوالدين أكثر، لا، شعور الوالدين متوازن, ومتساوٍ، فقط خذي أنت مبادرات إيجابية أكثر حيالهم، وعليك أن تجتهدي في دراستك، أثبتي قوتك الأكاديمية، كوني متميزة، هذا قطعًا سوف يحسن صورتك أمام والديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً