الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي مهملة في حقي وحق بيتها.... كيف أنصحها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أفيدونا أفادكم الله.

قد يبدو سؤالي مكررا, ولكني أتمنى أن ألقى الرد منكم عن استشارتي؛ لأني محتاج لنصحكم بشدة، فأنا زوج في الثالثة والثلاثين من عمري, لدي من زوجتي طفل عمره 3 سنوات, وطفلة عمرها شهر واحد، حياتي مستقرة نوعا ما كوني أنا وزوجتي نحاول ألا نضخم المشاكل, ونحاول أن نحلها سويا, وبمعرفتنا نحن فقط.

أعاني من مشكلة مع زوجتي وهي: أنها لا تهتم ببيتها، بنفسها, بي، زوجتي مهملة جدا في بيتها؛ حيث إني دائما ما ألفِتُ نظرها لعدم اهتمامها بنظافة البيت, أو تنظيمه, مع أني وفرت لها السبل لذلك؛ حيث عرضت عليها جلب خادمة إن احتاجت لذلك حتى تقوم بالأعمال المنزلية المتعبة بدلا منها، وبالفعل هي في بعض الأحيان تستعين بالخادمة, ولكني لا ألحظ فرقا؛ حيث إن البيت وبسبب وجود الأطفال سرعان ما يعود لحالته الأولى من الفوضى.

لفتُّ نظرها كثيرا, وأخبرتها أني لا أريد أن أكره بيتنا, وأني أحبه كثيرا, وأن هذا بيتنا الذي تعبنا في بنائه سويا, ونحبه كثيرا, وضحينا بفرص عمل في مناطق بعيدة عنه حتى نظل فيه لننعم بالهدوء والطمأنينة، ولكن لا فائدة من كلامي؛ حيث إنها تعترف بتقصيرها, وتقوم لعمل بعض الأشغال, ثم تعود لعادتها القديمة.

المشكلة الثانية والتي تعتبر أكثر أهمية وتأثيرا علي: أن زوجتي لا تهتم بنفسها ونظافتها, وبالتالي ينعكس هذا على العلاقة الزوجية الحميمة بيننا، لفتُّ نظرها كثيرا لأنها يجب أن تهتم بجمالها, وتتابع مواقع تتحدث عن الجمال, والنظافة الشخصية: من قص الشعر الزائد, والنعومة, ونظافة الأسنان, والوجه, وتهذيب شعر الرأس, وأمور أخرى، وأجدها تهتم ليوم أو اثنين وسرعان ما تعود لإهمالها مرة أخرى، وأنا رجل لدي رغبات, لا أستطيع إشباعها بهذا الحال، وأخاف أن ألجأ للحرام, أو الزواج بأخرى حيث إنني أخشى على مشاعرها, أو جرح كرامتها, وأحاول أن أحافظ على نفسيتها بشكل كبير، ولكني متعب لدرجة أني أصبحت أحلم بأحلام جنسية تعكس رغباتي التي لا تشبع!

تعبت فعلا من نصحها بالتلميح والتصريح, وأخبرتها أكثر من مرة أننا لازلنا شبابا, ولابد أن نعتني بأنفسنا من أجل حالة نفسية أكثر استقرارا, ومعيشة عائلية هادئة، وفي كل مرة تشكرني لأني لفتُّ نظرها لهذه المشكلة, ولكنها تعود لعادتها القديمة.

هذه المشكلة أتعبتني جدا, وتشعرني أني كبرت, وأنا لازلت في شبابي, ومن حقي أن أشبع رغبات غريزية بداخلي، ولا أستطيع الزواج بأخرى لأسباب منها: أني لا أستطيع جرحها, ولا أقدر على تكاليف الزواج الآخر أيضاً.

أحيانا أشعر أني مكتئب بشدة من هاتين المشكلتين الناتجتين عن إهمال زوجتي لبيتها ونفسها، ولكن شهادة حق هي مهتمة بأطفالي جدا جدا, ولا تقصر في حقهم أبدا, ولكن هذا لا يكفي، طلبت منها أكثر من مرة أن تدخر من وقت رعاية الأطفال وقتا للاهتمام بنا أكثر من ذلك, ولكن لا جدوى.

أحب زوجتي, وأرغب بالحفاظ عليها, وعلى نفسيتها, ولا أرغب بالتصرف بطريقة غير مقبولة شرعا أو اجتماعيا.

أتمنى أن تنصحوني, وأن توجهوا كلمة لزوجتي؛ علها تقرؤها, أو تقرؤها غيرها من النساء, وتستفيد منها.

خالص الشكر لكم, وجزاكم الله خيرا على ما تقدمون, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب مشورتكم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب, نحن نشكر لك أولاً طيب خلقك, وحسن تعاملك مع زوجتك، وهذا دليل على مكارم أخلاقك, وحسن إسلامك، نسأل الله تعالى أن يزيدك خلقًا جميلاً كريمًا إلى ما أعطاك.

ونحن نشكر لك ثانية أيضًا رفقك بزوجتك, وحرصك على نصحها, وتوجيهها بالأسلوب الأمثل، ووصيتنا لك أن لا تيأس، فإن هذا النوع من النصح لابد أن يؤتي ثماره يومًا ما، ولك أن تعرّض لزوجتك بحاجتك إلى زوجة أخرى تسد ما في نفسك، فلعل ذلك أن يكون حافزًا لها على الاهتمام بما تُبدي لها من ملاحظات، لكن نصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن لا تُغفل الجوانب المشرقة في زوجتك، وأنت قد ذكرت بعضها, وهذا من إنصافك، وهذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل لدفع ما قد يحاول الشيطان إلقاءه من البغضاء في قلب أحد الزوجين، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا يفرك - لا يُبغِض - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر).

فتذكرك لإيجابيات زوجتك ومحاسنها، ولا شك أنك -إن أنصفت وتأملت في موقف بعيد عن الانفعال- ستجد فيها العديد من المحاسن التي تدعوك إلى حبها, وتزيل البغضاء من قلبك، مع دوام التذكير لهذه الزوجة, ومحاولة إسماعها بعض المواعظ التي تذكرها بحق الزوج عليها, وأهمية التجمل له, وحسن التبعل، مع ضرورة الاعتدال -أيها الأخ الحبيب- في عدم طلب المثاليات، فإن كل امرأة هي كذلك, إذا صارت للبيت لابد وأن يظهر عليها بعض القصور في بعض الجوانب، فلا ينبغي أن تسمح لنفسك بأن تسبح كثيرًا في عالم الخيال.

وبهذا التوازن -أيها الحبيب- في التوجيه للزوجة, والتذكر الدائم لمحاسنها, والتعامل مع الموضوع بنوع من الواقعية والاعتدال, ستجد أن ما فيك من اكتئاب سيتضاءل وسيزول شيئًا فشيئًا.

وأما عن الزواج بثانية: فإذا كانت لك القدرة على أن تتزوج بأخرى, وكنت تأنس من نفسك القدرة على العدل بين الزوجتين, فإن هذا مما أباحه الله سبحانه وتعالى، لكن ما دمت لا تقدر على ذلك فإنا لا ننصحك باقتحام هذا الباب لما فيه من الإرهاق لك, وإيقاعك –ربما- فيما لا تقدر عليه.

نسأل الله تعالى أن يهدي زوجتك لأن تقوم بما تحبه منها، وأن يديم الألفة والمحبة بينكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابووو معاذ

    يجب عليك أخي العزيز ان تحمد الله على هذا الحال فهناك من الرجال من يفتقر يتمني زوجه مثل زوجتك لانهم يعانون من زوجاتهم الامرين وما يداي الزوجه الا الثانيه

  • المملكة المتحدة مهند

    الله يصلح لك زوجتك. ها ابتلاء فإصبر عليه فإن شاء الله تنال سعادة الدنيا والآخرة.. فإذا كان لدى زوجتك بضعة عيوب فزوجتي لديها عشرات العيوب.. لو ذكرتها لا أعتقد أحد يصدقها.. الحمد لله على كل حال..

  • مصر مروة

    السلام عليكم هددها فقط بالزواج من اخرى ان لم تستمر علىنصائحك وجوزى بيضربنى لوقال حاجة ومعملتهاش ويفضل متابعنى بعيون غضبانة شريرة لحد ما استسلم واعملهاانت عاملها كدة وهتجيب نتيجة وكمان اهتم بالدين عشان ربنا يعالجها من الكسل وساعدها وعودها انت امرها قولها بصراحة مرةانت مش نضيفة بكرهك وامرها تروح تجيب مكنة ازالة الشعروتنضف نفسها ومرة ورا مرة بالامرهتتعودوتعمل كل حاحة انت عايزها

  • رومانيا وداد

    مشكلتك بسيطه اخوي ولا تعتبر مشكله اهم شي الحب بينكم مايهزه شي وزوجتك من الواضح انها مطيعه لك وتستمع لنصحك وتعمل به ولا تنسى بأن عندها طفله بعمر شهر تحتااج لرعايه كامله فعشان كدا مهي لايقه وقت لنفسها ومعذوره زوجتك ربي يعينهها ع الاطفال ويساعدها

  • أستراليا ابو المثنى - استراليا

    اهمال الزوجات وعنادهم احد اكثر المشاكل انتشارا على الإطلاق ،،
    برأي ان الزواج من ثانية هو الحل، تدارك شبابك ولاتحرم نفسك من حقوقك التي أباحها لك الشرع.

  • ام

    اعتقد ان زوجتك انسانة رائعة ومطيعة ..هي الان مهملة بسبب انشغالها في التربية والاعتناء بالاطفال خاصة ان لديها رضيع ..نصيحتي اشتري لها اعراض تجميلية مثل كريم فيت لازالة الشعر فهو سريع ولا ياخذ وقت..اشتري لها العطور و جيل الاستحمام ومكياج فهذه الامور تحبها المراة وتتحمس لتجربتها ..

  • أستراليا نور.استراليا

    الله يساعد كل زوجة وام .يجب ان يكون تعاون بين الزوجين من اجل حياة سعيدة وتقسيم عمل البيت بين الزوج والزوجة وان كانت هناك خادمة وكذلك تربية الاطفال ويد واحدة لاتصفق .احينا يكون الاكتئاب والملل والمرض والغربة هي السبب .وتربية الاطفال متعبة ومرهقة .الله يرحم ايام زمان ام الزوج او ام الزوجة هي التي تساعد المراءة .وايام اليوم المراءة لوحدها تنعزل .ام الزواج بثانية خطأ هدم للعلاقة انصح زوجتي بشكل جدي وصريح .ومع توفير كل السبل .والله يرحم الجميع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً