الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى تأثير الحالة النفسية على الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي ثلاثة أسئلة:

الأول: هل صحيح أن نفسية الحامل تؤثر على نمو الجنين ويسبب تأخرا في نموه سواء كان قلقا أو اكتئابا، أو توترا أو حزنا، أو شيئا يؤثر عليه؟

الثاني: عندما أستيقظ في الصباح يظل قلبي يخفق بشدة لربع ساعة تقريبا بسرعة بدون سبب؛ فهل هذا من الحمل؟ حيث إني حامل في الأسبوع السابع؛ فكيف أتعامل معه؟

الثالث - واعذرني على الإطالة - : الحمد لله رزقتُ بالحمل هذا الشهر، وكنت مخططة له وسعيدة به، لكن أحيانا ينتابني شعور كخوف وقلق على الحمل، لا أعرف سببه، مع أنه الحمل الثالث لي، وأشعر بضيق وزهق بدون سبب، وأشعر بتوتر وأني غير طبيعية، وكأن شيئا ما بداخلي لا يريحني، وأحاول أن أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأُلْهي نفسي بشيء، لكن أظل في زهق وضيق، فكيف أتعامل مع حالتي؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فبشكل عام أقول بأن الحمل يمكن أن يسير ويكون بحالة طبيعية جدًا - بإذن الله تعالى - حتى لو تعكرت الحالة النفسية للأم الحامل, فالحزن والانفعال وغيره من المشاعر السلبية هي جزء من الحياة، ولا تخلو حياة إنسان منها, ولا بد من التعامل معها في كل الظروف حتى في الحمل؛ ولذلك فإن الله عز وجل وضع آلية دفاعية ذاتية في جسم الأم لتحميها، ولتحمي الجنين, ففي الحمل يرتفع نوع من الهرمونات المفيدة، وهي تعاكس الهرمونات الضارة التي ترتفع مع الشدة, ولذلك فكثير من الأمراض تتحسن في الحمل بقدرة الله عز وجل بسبب هذه الهرمونات المفيدة.

كما أن جسم الأم يلجأ الى تخزين ما يعادل 3 - 4 كيلوجراما من الدهون في جسمها في الحمل, لتكون مخزونًا احتياطيًا للجنين يمكن استخدامه في حال تعرضت الأم لسوء تغذية مفاجئ بسبب حالة نفسية أو مرض ما لا قدر الله.

وبهذه الاليات الدفاعية الربانية - والتي في جسم الأم - يمكن للحمل تجاوز الكثير من الظروف القاسية والصعبة, كما في الحروب والمجاعات لتستمر الحياة -بإذن الله تعالى- ويتكاثر البشر.

إذًا عزيزتي: لا تخافي من مشاعر الحزن والقلق، فهي لن تؤثر على الحمل - بإذن الله تعالى - ومن الطبيعي أن تنتابك بعض من هذه المشاعر، فالحمل هو تجربة تحمل معها الكثير من المسؤولية والتوقعات, وهذه المشاعر بدرجة معقولة تعتبر مفيدة، وإلا لماذا قال تعالى: {وهنًا على وهن} تعب على تعب، نفسي وجسدي, ولأن الأم تستنفر فيها طاقاتها فتتأقلم مع ظرفها الجديد مهما كان صعبا.

وبالنسبة لتسرع القلب فهو عرض يكثر الإحساس به في الحمل, ويعتبر من الأعراض المبكرة التي تحدث, سببها زيادة حجم الدم وزيادة نشاط القلب, وهي تحدث بشكل سريع ومبكر في الحمل حتى تتأمَّن حاجة الحمل ومتطلباته, وكلما تكرر الحمل يكون التغير أوضح.

على كل حال: إن كنتِ تشعرين بأن ما ينتابك من أعراض يؤثر على مجرى حياتك وحياة عائلتك, فالأفضل أن يتم عمل تحليل للغدة الدرقية لنفي وجود أي خلل في هرموناتها وذلك كنوع من الاحتياط.

عليك بالإكثار من الدعاء في دبر كل صلاة, خاصة في صلاة الفجر, ففي ذلك راحة وسكينة لا يمكن وصفها، وتُجْلِي الكثير من الهم والغم وتشرح الصدر وتنير القلب.

وأنصحك بتنظيم وقتك وجعل وقت خاص لنفسك تمارسين فيه هواية محببة ومفيدة لك.

أسأل الله عز وجل أن يكمَّل لك الحمل على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت هناء

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً