الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البقاء مع أهلي وفقدان من أحببتها أو الانتقال وترك أهلي...حيرة شاب

السؤال

أولاً: أشكر جميع المستشارين العاملين في هذا الموقع الجميل، والذي ساهم في حل كثير من المشاكل، فقد عرفته عن طريق أصحابي.

لدي مشكلة لم أستطع أن أتخذ فيها قراراً، أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، أعمل مدرساً، ووالدي متوفي، فأصبحت مسئولا عن أسرتي، والتي تتكون من أم وأخ صغير، وأخت متوسطة.

المشكلة أني أحببت فتاة من مكان آخر قد حلمت بأن أعيش في هذا المكان من أجل العمل، وبالتالي اخترت هذه الفتاة من هذا المكان كي يربطني حبه أكثر به، ولكن مع مرور الوقت تعاظمت مسئولية أسرتي، وأصحبت غير قادر على التخلي عن الأسرة، وفي نفس الوقت التخلي عن الفتاة, وعندما تقدمت إلى أهلها لأخطبها، وأخبرتهم بظروفي أنني لن أستطيع ترك أسرتي لأني مسئول عنها، وأريد الفتاة معي كي تعيش في بلدي حتى تتحسن الأمور وبعدها أرجع إلى هذا المكان الذي منه الفتاة، والدتها رفضت وقالت عليك أن تأتي تعيش معنا، ولن أستطيع أعطيك الفتاة وتبعد عني!

المشكلة الفتاة تريدني، وأنا أريدها، ولكن كيف أختار وأفاضل بين أسرتي وبينها؟! حاولت أن أوفق بين الجانبين ولم أستطع!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ gymnas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في موقعك استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، كما نشكر لك حرصك على القيام بشؤون إخوانك ووالدتك، ونرجو الله تعالى أن يكتب لك في ذلك الأجر الجزيل.

لا شك -أيها الحبيب- أن هذا العمل الذي أنت عليه من كفالة إخوانك الأيتام عمل جليل عظيم، وكذلك ما تقوم به من القيام بمصالح والدتك، فهذه أعمال جليلة نحن ندعوك أولاً إلى أن تحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى وترجو ثوابه فيما تقوم به، فإن هذا العمل الذي أنت فيه عمل عظيم يُرجى من ورائه الخير الكثير من الله سبحانه وتعالى، ونحن على ثقة بأن الله عز وجل سيُخلف عليك كل جهدٍ تبذله في سبيل ذلك، وسيعوضك عن كل مالٍ تُنفقه على إخوانك ووالدتك.

نصيحتنا لك أيها الحبيب أن تستمر فيما أنت فيه من القيام على الأسرة وتعاهدها بالرعاية إذا كانت محتاجة إلى وجودك بجانبهم، فهذا خير وأبقى، وهذه الفتاة إن كانت لم ترض بالمجيء إلى المكان الذي أنت فيه فنصيحتنا لك أن تصرف قلبك عن التعلق بها، ومثلك -أيها الحبيب- سيجد الكثير والكثير ممن سواها، ولا شك أن ما دعاك إلى التعلق بها وحبها ستجده في غيرها من الفتيات، فنصيحتنا لك أن تبحث عن فتاة أخرى، واحرص على أن تجد فيها ما دعاك إلى حبك لتلك الفتاة والتعلق بها، وستجد -بإذن الله تعالى- مع كثرة دعاء الله تعالى بصدق واضطرار أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتسكن إليها نفسك، وبذلك تكون قد جمعت مصالح دينك ودنياك، وقمتَ بالحفاظ على هذا العمل الذي بدأته، وهو بلا شك عمل جليل ينبغي أن تبذل وسعك في سبيل المحافظة عليه وبقائه.

أما إذا كانت الأسرة لا تحتاج إلى وجودك بجانبهم، إنما يحتاجون منك للإنفاق، ففي هذه الحالة بإمكانك أن تنتقل إلى البلدة الأخرى للعمل وتبقى على اتصال بوالدتك وإخوانك، وتُنفق عليهم ما يحتاجونه، وتتعاهدهم بالزيارة بين وقت وآخر، وهذا الحل إن أمكن عند شدة تعلقك بالفتاة، فإنه ميسور بإذن الله تعالى.

لكن نصيحتنا لك هي ما سبق إن كنت تقدر على ذلك، وفي ذلك الخير بإذن الله تعالى، وكن على ثقة بأن من ترك شيئًا لله عوضه الله عز وجل خيرًا منه، ونحن على ثقة بأنك إن أعملت العقل والفكر بعيدًا عن العواطف فإنك ستجد من الصفات التي تدعوك إلى حب فتاة أخرى والتعلق بها أكثر مما وجدته في تلك الفتاة، فلا ينبغي أن تكون أسيرًا لبعض ما أعجبك في تلك الفتاة، فإن ما أعجبك فيها في سواها كثير.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً