الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصيت ربي وأنا نادمة وفي نفس الوقت متشبثة بالشاب!!

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة مطلقة منذ ثلاث سنين، عمري 23 سنة، عندي طفل، أعيش في غربة، ليس لدي عائلة ولا أصدقاء هنا بالمهجر.

أنا مسلمة وملتزمة أدرس وأربي ابني، عائلتي فقيرة، أحاول بقدر الإمكان أن أسأل عنهم.

المهم مشكلتي هي أنه في يوم من الأيام دخلت الانترنت، وتعرفت على شاب عمره 32 سنة، بدأنا نتراسل يومًا بعد يوم، تعرفنا على بعضنا أكثر، كان الرجل محترمًا، وذا أخلاق عالية، كان كلامنا جله عن المشاكل والحياة والغربة، علاقتنا دامت سنة وبضعة أشهر، لم يصدر منه يوم أي كلام قبيح، أحببت شخصيته كثيرًا، ربما الأشياء التي جمعتنا كونه يعيش مغتربا عن أهله أيضًا، ومن عائلة ريفية مثلي، كلمني عن مشاكله وما واجهه في حياته، وما دفعه للهجرة إلى المدينة المنورة، لم يخرج حديثنا عن الحياة وأحوالنا الشخصية، كان فقط حديثًا في إطار محترم، قال لي بأنه يبحث عن زوجة صالحة، فمن الصعب أن يثق الإنسان في أي شخص.

المهم قال بأنه إنسان بسيط، يبحث عن امرأة صالحة تكمل دينه، ثم بدأ يسألني إذا ما كنت أرغب بالزواج؟ ثم بدأ يطرح علي أسئلة، فتبين لي أنه يريد أن يطلبني.

المهم أنا وافقت، ثم اتصلت بعائلتي وأخبرتهم بالموضوع، وعاود هو الاتصال مرة أخرى، فهمت أن أهلي لم يفهموا لهجته، المهم لم يصدر منهم أي قرار واضح بأنهم لم يوافقوا لسبب أني سأبتعد أكثر، وأنهم يخافون علي في الزواج من شخص غريب ليس من جنسيتي، وفي الأخير قالوا لي افعلي ما شئت، أنت أدرى بالأمر، لكني لا أعرف ما أفعل؟!

الشاب متعلق بي كثيرًا، كنت سأنزل لأتعرف على أهله، ولكن بسبب ما حصل في الآونة الأخيرة من مشاكل في البلدان العربية، وخصوصًا بلده، لم أستطع المجازفة، والوضع ما زال على حاله.

بعدها قال لي بأنه سينزل عند أهلي مباشرة ليطلبني، وأنه مستعد لأي شيء ليتزوجني، ووعدني بأن يهتم بي وبابني الذي يعتبره كأنه ابنه.

حتى أنه ذهب للحج وأمام الكعبة اتصل بي ووعدني أنه لن يتركني؛ لأني وضعت فيه الثقة وحكيت له عن مشاكلي، وأنه سعيد؛ لأن الله جمعنا ببعض.

أنا خائفة، لا أعرف ماذا أفعل؟

اتفقنا على أن ننزل إلى بلد ما ونتزوج، ثم يرجع كل واحد منا لبلده، وفي فترة معينة نجتمع إلى أن يكمل عقد عمله، ويدرس اللغة وأنا كذلك أكمل دراستي، وأنه سيهتم بي رغم البعد وسيصرف علي.

أرجو أن تنصحوني، أنا متعلقة كثيرًا بهذا الشاب وهو كذلك، طلبت منه أن نقطع الاتصال ونكثر الدعاء والصلاة، فإذا كان هذا الطريق صالح فسيبينه لنا الله تعالى حسنًا.

لقد عصيت ربي وأنا نادمة، وفي نفس الوقت أنا متشبثة بالشاب.

أرجو منكم أن تنصحوني في أقرب وقت، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ TOUZZANI حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لا شك -أيتها الكريمة- أن المراسلة والتواصل بين المرأة والرجل الأجنبي عنها قد تكون من خطوات الشيطان التي يحاول من خلالها استدراج الإنسان للوقوع فيما يُسخط الله تعالى عليه، ولذا فالواجب على المؤمن أن يحذر من الوقوع في معصية الله تعالى الصغير منها والكبير.

فنصيحتنا لك أن تقطعي التواصل مع هذا الشاب بالكلية، وتسدي على نفسك هذا الباب، وأما الزواج به فنتمنى أن يكون هذا الشاب صادقًا فيما يَعد به ويتكلم؛ لأننا نعرف الكثيرين الذين يراوغون ويحتالون على الفتيات من خلال هذه الأساليب والوعود الكاذبة بالزواج.

نتمنى أن يكون صادقًا وأن يكون رجلاً مناسبًا، وخير وسيلة ننصحك بها لمواصلة إتمام خطوات الزواج أن تفوضي الأمر إلى أهلك، وتصليهم بما يمكن أن يعينهم للتعرف على هذا الشاب في البلد الذي أنت فيه كالمراكز الإسلامية والدعاة ونحو ذلك، وبإمكانك أن تستعيني أنت بالنساء الصالحات اللاتي يقمن على الدعوة والمراكز الإسلامية في البلد الذي أنت فيه، لتحصلي على عون من هذه الجهات في التعرف على الشاب وإعطائك المعلومات الكافية عنه لتوافي أهلك بهذه المعلومات، فإذا رأيت أنه الشاب المناسب الذي يصلح للزواج فنصيحتنا لك أن تتركي الأمر بيد أهلك ليتواصلوا معهم، وإذا شاء أن يطلبك منهم، فليتوجه إليهم، أو أن يفوضوا -بعد ذلك- الأمر إلى من يقوم عليه إذا لم يشأ هذا الشاب النزول إليهم.

وخير ما ندعوك إليه وننصحك به التوجه إلى الله تعالى بصدق واضطرار أن يرزقك الزوج الصالح، فإن الأمور كلها بيد الله تعالى إذا أراد شيئًا إنما يقول له كن فيكون، فحسّني علاقتك بالله وأحسني ظنك به، وأكثري من طاعته واستغفاره، يرزقك الله عز وجل الرزق الحسن من حيث لا تحتسبين.

نسأل الله تعالى أن يجعل لك في كل أمر من أمورك خيرًا، وأن ييسر لك هذا الخير ويعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً