الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك مشكلة في تعلم الكتابة بعمر أربع سنوات؟

السؤال

السلام عليكم.

هل هناك مشكلة في تعلم الكتابة بعمر أربع سنوات؟ وهل هناك شروط لها؟ مثلاً أن يكون خط القلم عريضاً والحرف كبيراً؟ أم لا يضر استعمال قلم الرصاص العادي؟ ولا ضرر من الكتابة في الدفتر العربي ذي السطور الصغيرة؟ لأني سمعت أن هذا يؤثر على أنامله عند الكبر!! وهل يلائم الطفل بهذا العمر تعلم العربي والإنجليزي بخط مواز؟ أم ينهي العربي ثم يبدأ بالإنجليزي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فليس هناك أي مشكلة من تعلم الطفل الكتابة في سن الرابعة من العمر، ومهما كان شكل الحروف، وكبرها أو عرضها، المهم أن يتقن مهارة الإمساك بالقلم، وفي هذه السن قد لا يكتب الحروف، وإنما يرسمها رسما، ولا بأس في هذا، فهو يتعلم عدة مهارات في وقت واحد، الإمساك بالقلم، وتوجيه وتحريك القلم، ويتعلم السيطرة على العضلات الصغيرة التي تسيطر وتحرك أصابعه الغضة الصغيرة والرقيقة، ولهذا أثر كبير على تعلمه الكتابة في وقت لاحق.

لا بأس - بل على العكس - من المفيد جدا أن يرسم الحروف الكبيرة، ويلوّن هذه الحروف، فكل هذه مهارات مختلفة مفيدة جدا.

ويقال عادة ومن خلال أبحاث كثيرة أن الطفل قادر على تعلم لغة ولغتين وثلاث، وأنه عادة لا يخلط بين هذه اللغات، بل على العكس قوته في لغة تقوي عنده اللغة الأخرى، وإن كنت شخصيا أشجع الأسر على التركيز على لغتنا العربية أولا، وخاصة في السنوات الأربع الأولى من حياة الطفل، كي تكون "لغته الأم" هي العربية، وكي لا تكون العربية اللغة الثانوية الدخيلة على لغته الأم، إن كانت غير العربية.

والبداية باللغة العربية، لغة القرآن، تجعل هذا الطفل يفكر بالعربية، ولا يخفى عليك ما لأهمية اللغة العربية من أثر كبير في هوية الطفل، وتعلقه بدينه وأمته، أقول هذا مع أن حال اللغة العربية في البلاد العربية حال محزنة، بما تعرضت له من سياسات التغريب، فابتعد الناس عن العربية ومعانيها وتذوقها، واحتاج العربي لمن يشرح له معاني آيات القرآن الذي فهمه المسلمون الأوائل فغيّر حياتهم.

ولكن يمكننا من خلال الوقت وبذل الجهد أن نغيّر هذا الحال، وخاصة عندما نذكر تلك المقولة الشهيرة لأحد علمائنا، والتي يمكن أن تحفزنا للاقتراب أكثر من العربية، عندما قال: "يفوتك من القرآن، بقدر ما يفوتك من اللغة العربية".

وفقك الله ويسر لك ولطفلك كل الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً