الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك مهنة التدريس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أنا معلمة بمعهد أهلي، ولكن أخشى على نفسي المال الحرام منه، لأنه يوجد به ظلم لبعض الطالبات، فتقوم المسئولة برفع درجات الطالبات التي درجاتهن ضعيفة، وقد ترفع الدرجة لمستوى يتعدى مستوى الدرجة التي حصلت عليها الطالبات الأخريات بأنفسهن، كما أن زميلاتي المعلمات مبتليات بالغيبة وسماع الأغاني ولا يذكرن الله طوال الأسبوع أو أكثر، وأنا ملزمة بالجلوس معهن لأنه لا توجد إلا غرفة واحدة لنا، وأنا لا أستطيع نصحهن لأني الوحيدة المختلفة عنهن، وكلهن كيد واحدة، وأنا غير مرتاحة فيه بخصوص الذي ذكرت.

فما الحكم بالعمل بهذا المعهد؟ وما حكم المال المكتسب منه؟ وهل تنصحونني بتركه؟ علما بأني مستغنية عن ماله - والحمد لله - وأكسب بر أمي بالبيت، فهي محتاجة لمن يعينها، ولكنها لا تبدي ذلك لي، ولكن أخشى من الملل بالبيت، فهل أترك هذه الوظيفة أم لا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا لا نوافق على انسحاب الصالحات المراقبات لله من ميادين العمل، لأن ذلك يعني وببساطة أننا نترك الساحة لمن لا يؤتمنون –في بعض الأحيان- على أمانة التعليم أو أمانة العمل، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكون في المعلمات أمثالك، ونسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد.

ننصحك بأن تحاولي التفاهم مع المديرة حول المسألة المذكورة، فإذا أصرت ورفضت فانصحي الطالبات بالاجتهاد والدراسة حتى يأخذن الدرجات الحقيقية لهن، فإن لم تستطيعي فاجعلي الكرم بالدرجات لجميع الطالبات، لأن في ذلك شيئا من العدل.

أما بالنسبة لمجالس الغيبة والنميمة فإن المسلمة تحاول أن تغير مجرى الحديث، فإن لم تستطيعي فاذكري محاسن من تغتابها النساء، ولا مانع من أن تقولي يا أخواتي علينا أن ننشغل بعيوبنا ونترك الآخرين، فإن لم تستطيعي فعل شيء مما ذكر فأنكري بقلبك وذلك بكراهية ما يحصل، والاشتغال بالاستغفار، وبذلك يرتفع عنك الإثم، وأرجو أن تجلبي لهن كتيبات ومطويات وأشرطة، وحاولي التفاهم مع من تتوسمين فيها الخير لتعاونك على الدعوة والخير.

ونحن لا نؤيد تركك للعمل، لأن بنات الأمة بحاجة لك ولأمثالك، فلا تبخلي عليهن بالنصح، وبيني لطالباتك أن التي لا تذاكر قد تحرز درجات ولكنها لن تنجح في حياتها ولن تشعر بطعم النجاح لأنها لم تتعب.

ولا يخفى عليك أن المال حلال، خاصة لمن تحمل هذا الهم، كما أن الراتب مقابل ما تقومين به من جهد ومن بذل للوقت في تعليم الطالبات، ومن المؤسف أن بعض المدارس الخاصة التي تحاول إعطاء درجات للطالبات بغير وجه حق فإنها تخون الأمانة، وتعد خديعة للأمة، لأنها بذلك تقدم كفاءات مزورة، وتمنح شهادات زور، فليتق الله كل من ولاهم الله أمانة التعليم، وهذه بلا شك أمانة وهي يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكثري من اللجوء إليه، واجتهدي في إرضاء الوالدة وخدمتها، فإن التوفيق بين المهام داخل المنزل وفي المدرسة من علامات النجاح والتوفيق، ونسأل الله أن يلهمك رشدك والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات