الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف ووحشة من الازدحام أثناء ذهابي للتحفيظ .. بماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أذهب إلى معهد لتحفيظ القرآن الكريم، وهو يبعد عني ساعتين، ولكني أركب مواصلات يتزاحم عليها الناس، والطريق به أناس، ولكني أجد خوفًا ووحشةً عندي.

أذهب وحدي؛ لأني لم أجد صديقة هناك، لها نفس طريقي، أو حتى تشترك معي في جزئه.

بماذا تنصحوني؟ وما هي النوايا التي أتخذها عند ذهابي للحفظ في المعهد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وعن أي موضوع، ونسأل الله تعالى بأسمائه العلى وصفاته الحسنى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يحفظك بما يحفظ عباده الصالحين.

أختي الفاضلة (إيمان): بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- أقول لك : إنه مما لا شك فيه أن تحفيظ القرآن من أجل القربات، ومن أعظم الطاعات؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

أما فيما يتعلق بقضية الموصلات؛ فأرى أنها قضية في غاية الصعوبة، وفي غاية الخطورة حيث إن الموصلات المزدحمة لا توفر للأخت خصوصية، وأحيانًا قد تعرضها لبعض المعاكسات، وبعض التحرشات، ولذلك أنصحك بأن تبحثي عن مكان تحفظين فيه القرآن قريبًا من بيتك؛ لأن الساعتين ليستا بالوقت الهين ـ ساعتان ذهابًا وساعتان إيابًا ـ أربع ساعات في الموصلات، فما الذي يتبقى للتحفيظ؟!

أعتقد أن هذا سيأخذ من عمرك وقتًا طويلًا، ويضيع عليك وقتًا كان من الممكن أن تستفيدي منه لو كان المعهد، أو التحفيظ قريبًا من بيتك.

أتمنى أن تبحثي عن مكان قريب من بيتك تبدئين فيه بتحفيظ القرآن، ولو في مسجد من المساجد القريبة من بيتك، على أن تتفقي مع الإمام أنك ستبدئين بالتحفيظ حسبة لله تعالى، لعل الله أن يتقبل منك، وييسر أمرك؛ لأن الخروج بهذه الطريقة فيه قدر من الخطورة، وفيه قدر من التعرض للمشاكل، والتعب، والإعياء، وغير ذلك.

أما بالنسبة للنوايا: فلا توجد نية أعظم من احتساب الأجر عند الله في تحفيظ القرآن، ونية ذكر الله تعالى؛ لأن القرآن هو أعظم الذكر -كما تعلمين- والذكر هو أعظم عبادة كما قال تعالى: {وأقم الصلاة لذكري}، {ولذكر الله أكبر}.

احتسبي قضية إحياء سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحفظ والتحفيظ؛ لأنك بذلك تحفظين بنات المسلمين، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفظ الصحابة -رضي الله عنهم-.

تحتسبين وقتك إذا كان المعهد في المسجد بنية الاعتكاف، عسى الله أن يرزقك نية الاعتكاف.

هذه كلها نوايا من الممكن أن تضميها للنية الأولى، وهي التحفيظ، ولكن نصيحتي لك أن تبحثي عن مكان قريب منك حتى تتجنبي تلك التحرشات والمشاكل، والتي توجد في المواصلات العامة.

أسأل الله أن يشرح صدرك لكل خير، وأن يعينك على طاعته، ورضاه إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً