الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا فناة، فهل ترون من المناسب سفري للخارج لدراسة الماجستير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل أذهب للخارج لدراسة ماجستير؟ لأنني قلقة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحباً بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويوفقك في أمرك كله، ولقد أحسنت أيتها البنت الكريمة في الاستشارة قبل الإقدام على هذا السفر، وهذا دليل على رجاحة عقلك، نسأل الله تعالى لك التوفيق.

قبل الحديث عن جدوى هذا السفر من عدم جدواه، لا بد أن تعلمي أيتها البنت العزيزة أنه لا يجوز للمرأة أن تسافر إلا مع محرم، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) وهذا التشريع الإلهي المقصود منه حفظ المرأة، وتجنيبها ما قد يعرض لها من المخاطر في سفرها، فهناك مخاطر عديدة قد لا تحسبها المرأة ولا تضرب لها حسابًا، فنبهها العليم الخبير سبحانه وتعالى وأرشدها إلى ما يحميها ويحرسها من كل مكروه قد تتعرض له، فأمر أن لا تسافر إلا بصحبة محرم من محارمها.

ثم إذا وجد المحرم في سفرك فينبغي أيضًا أيتها الكريمة أن تبحثي مسألة أخرى، وهي الأمن على نفسك في بلد ستسافرين إليه، بحيث تكونين بعيدة عن الفتن والتعرض للمخاطر، فإن السلامة لا يعدلها شيء، إذا توفر هذا وذاك فمجرد السفر بعد ذلك هل هو الأفضل لك أم لا؟ هذا أمر يحتاج إلى معرفة مدى الحاجة إلى هذه الدراسة التي ستسافرين من أجلها، ومدى جدواها وأثرها عليك، فإذا كنت تظنين أنها نافعة لك في دينك ودنياك، فإن السفر حينها لا محظور فيه، وينبغي قبل الإقدام عليه أن تشاوري العقلاء من قرابتك، ثم تستخيري الله تعالى وتمضي، وما ييسره الله تعالى لك بعد ذلك فهو الخير -إن شاء الله-.

أما إذا لم تتوفر تلك المطالب الشرعية من وجود المحرم في السفر والأمن حال الإقامة، أو كان في هذا السفر وفي تلك الدراسة ما لا يجوز لك فعله، فكوني على ثقة بأن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، كما جاء ذلك في الحديث النبوي، ولعل الله سبحانه وتعالى يجعل لك في بقائك في بلدك خيرًا كثيرًا أنت لا تحتسبينه.

كوني على ثقة تامة أيتها البنت الكريمة بأن نجاح المرأة وسعادتها في هذه الحياة ليس فقط باكتساب هذه الشهادات العالية، أو التخصصات النادرة، بل هناك عوامل أخرى كثيرة مهمة في إنشاء حياة سعيدة للمرأة، من ذلك تكوينها لأسرتها الصغيرة، وإنشاء بيتها الجديد، وتحصيلها للزوج والذرية، كل هذه المقاصد المهمة ركائز في الحياة السعيدة للمرأة، فننصحك بأن لا تهتمي كثيرًا بجانب على حساب جوانب أخرى، ولعل بقاءك في بلدك من الأسباب التي تعينك على القيام بتلك الجوانب.

خير ما نوصيك به أيتها البنت العزيزة أن تحسني علاقتك بالله تعالى، وتجتهدي في إقامة فرائض الله، لاسيما فريضة الصلاة وفريضة الحجاب، والإكثار من دعائه واستغفاره بأن يوفقك لكل خير، ونحن على ثقة تامة بأن الله سبحانه وتعالى سيهيئ لك من الأمر ما تحمدين عليه العواقب، وتسرين بالنتائج، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً