الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات وإرشادات في فن الدعوة إلى الله

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أنا شاب مع مجموعة شباب نطلب العلم الشرعي, وحددنا لنا هدفًا هو إرشاد الشباب إلى الطريق المستقيم: ما يصلح به نفسه, ومن حوله, وما يصلح أمة الإسلام، لكن وضعنا النقاط والأمور التي يجب علينا أن نفعلها، نجح عملنا ـ الحمد لله ـ وأظهر ثمراته، ولكننا نعاني من ضعف التخطيط, والفوضوية عند الأحداث والمشاكل, وضعف التعامل مع كل حدث أو مشكلة.

السؤال: كيف ننظم الأمور والواجبات والأدوار؟ وكيف نتعامل مع المشاكل وإيجاد الحلول، وكيفية التخطيط المتكامل التي يضبط أمورنا من الألف إلى الياء؟

نرجو الرد مع التفصيل -إن أمكن ذلك- أو إرشادنا إلى مواقع, أو كتب, أو ذوي الاختصاص والخبرة.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا نشكر لكم هذا الحرص على دعوة الشباب، ونبشركم بعظيم الأجر والثواب، ونسأل الله أن يهديكم للحق والصواب، وأن يمنحكم حكم العلماء أولى الألباب, ومرحبًا بكم في موقعكم بين إخوان وآباء همهم أن يتوب الناس إلى التواب.

وقد أسعدني حرصكم على التخطيط والتنسيق في العمل الدعوى؛ لأن العمل المرتب يثمر بحول الله وقوته, كما أن توزيع الأدوار يعطي فرصة كبيرة للاستفادة من الجهود والطاقات, كما أن ميادين الدعوة واسعة, وهي بحاجة لكافة المواهب والقدرات التي وهبها الوهاب، ومن هنا فنحن ندعوكم إلى الدعاء لإخوانكم بالليل, ودعوتهم إلى الله في الليل والنهار، وعليكم أن تختاروا عرض الدعوة, وبذل النصح للأقرب إلى قبول الهداية أولًا, مع ضرورة أن تختاروا الشخص المناسب لتقديم النصح؛ فإن الإنسان قد يقبل من فلان، ولا يقبل من علان، كما أرجو أن تختاروا الوقت المناسب, والأسلوب المناسب, وتنتقوا الألفاظ المناسبة.

واحرصوا على أن تكون البداية بغرس العقيدة, وتزكية الإيمان حتى ينبع الإصلاح والصلاح من الداخل، والمتبع لهدى النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ أنه أراق الخمور، ولكن بأيدي شاربيها، وحطم الأصنام ولكن بأيدي عابديها، ووجه القلوب إلى الله باريها، والداعية مثل الطبيب الناجح الذي إذا وجد عند المريض عددًا من الأمراض بدأ بعلاج أخطرها، وتعامل مع المريض بمنتهى الرفق واللطف – وقد تحتاجون إلى التدرج في دعوة العصاة- وعليكم أن تعرفوا المداخل المناسبة للنفوس فقد يتأثر بعضهم بالكلمة، وبعضهم بالهدية، وقد يؤثر في بعضهم الثناء.

ونحن نرشدكم للتواصل مع موقعكم, وعرض المشكلات على إخوتكم, وننصحكم عند التعامل مع المشاكل بما يلي:

1- اللجوء إلى الله, والاستعانة به.

2- الإخلاص, وصدق الرغبة في الوصول إلى الحلول.

3- إعطاء كل مشكلة حجمها المناسب, وحظها من الاهتمام حتى لا تأخذ أكبر من حجمها, أو تجلب ضررًا أكبر.

4- حصر المشكلة في إطارها الزماني والمكاني.

5- تقديم حسن الظن, والتماس الأعذار لصاحب المشكلة, وتذكر ما عنده من إيجابيات – كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه من أهل بدر، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).

6- الشفقة على المخطئ، ووضع أنفسنا في مكانه وموضعه.

7- تفادي المشكلات قبل حصولها بتفادي أسبابها.

8- التواضع للناس, والإحسان إليهم, والاجتهاد في مساعدتهم, خاصة عند حصول مشكلات بالنسبة لهم.

9- تقوى الله في السر والعلن, والاجتهاد في النصح, قال تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً