الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يمكن الحمل بعد التوقف عن استخدام (risperdal)؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبت باكتئاب ما بعد الولادة منذ سنتين, وحالة ذهان ووساوس, وتناولت عددًا من الأدوية, منها: زيبركسا, وفافرين, وزانكس, ودوباكين, وانافرانيل, وكان آخرها (risperdal) وقد توقفت عن استخدامه من أسبوعين, وأنا -الحمد لله- بصحة جيدة.

سؤالي: متى يمكنني الحمل بعد التوقف عن استخدامه؟ وهل يبقى منه نسبة في الجسم وأحتاج لبعض الوقت للتخلص منه؟ أم لا يوجد مشكلة في الحمل بأي وقت؟ مع العلم أن الدورة الشهرية عادت لحالتها الطبيعية بعد انقطاعها خلال فترة تناول الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، والحمد لله على سلامتك .

الاضطرابات الذهانية الوسواسية ما بعد الولادة فرص علاجها ممتازة جدًّا، ونسبة الشفاء عالية تصل إلى (95%), وهذه تعتبر من أعلى النجاحات العلاجية التي نشاهدها في الطب, والحمد لله أن استجابتك حسب ما هو متوقع, وأنك -الحمد لله- في صحة جيدة وبخير وعلى خير.

أما بالنسبة للحمل: فأنا أقول لك ليس هنالك ما يمنع من الحمل مرة أخرى، حيث إن آثار الأدوية التي ذكرتها اختفت تمامًا, وتعتبر فترة أسبوعين بعد التوقف عن الدواء فترة كافية جدًّا لضمان أن آثار الأدوية قد اختفت تمامًا من الدم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فدراسات كثيرة جدًّا وحسب الملاحظات العملية الإحصائية الطبية أن احتمالية ضعيفة لحدوث نوبة أخرى من نفس هذا المرض بعد الولادة القادمة، هذا الكلام أرجو ألا يزعجك, بل على العكس تمامًا يجب أن يكون مفرحًا لك؛ لأننا نؤكد أن نملكك حقيقة علمية, وذلك من أجل التحوط لاحتمال الانتكاسات, وهذا الاحتمال ضئيل جدًّا, ويجب أن نقدره, ويجب أن نكون على وعي به, والأمر في غاية البساطة, وهو أن تظلي بعد الولادة تحت الرقابة الطبية النفسية، وإذا حدثت أي بوادر لرجوع هذه الحالة فهنا يمكن أن يكون التدخل الطبي النفسي مبكرًا, ومن خلال ذلك يتم -إن شاء الله- احتواء الحالة بسرعة جدًّا، أريد أن تتحوطي نحو هذا الأمر.

أمر آخر هو: الابتعاد بين الحمل والحمل الآخر يقلل كثيرًا من فرصة الإصابة بمثل هذه الاضطرابات التي تحدث بعد الولادة، يعني ألا تكون الأحمال متقاربة جدًّا، فهذه أيضًا ملاحظة لابد من ذكرها لك, ولا أقصد بذلك ألا تقدمي على الحمل.

حقيقة أخرى: هذه النوبات تكثر دائمًا بعد الولادة الأولى, وحتى وإن كان هنالك احتمال للانتكاسات, وكما ذكرنا هو احتمال ضعيف في الولادة القادمة, إلا أن الحالة إذا حدثت بعد الولادة الأولى فهذا لا يعني أنها سوف تتكرر، فالاحتمالية ضعيفة لأنها أكثر حدوثًا ما بعد الولادة الأولى.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأسأل الله لك العافية, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً