الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حكة تزداد ليلا وعند استخدام الصابون، فما الحل الأمثل لحالتي؟

السؤال

أعاني من حكة في الجلد تزداد في الليل لدرجة أني لا أستطيع النوم!

وعند استعمالي للصابون العادي ذو الرائحة تزداد الحكة في الجسم، وخصوصا في اليد مع تشققها، ولقد وضعت بعض المراهم ولكنها لم تفي بالغرض، مع أني أعاني من هذه الحالة لفترة تزيد عن 3 أشهر! هل يمكن الإجابة عن الطريقة الأمثل للتخلص من هذا المرض؟
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استشارتك أخي الكريم تحتوي على شقين:
أولا: شكوى من حكة في الجلد تزداد ليلا، وتعاني منها منذ حوالي ثلاثة شهور.
ثانيا: شكوى من حساسية مع حكة شديدة وتشقق في اليدين.

للإجابة على الشق الأول من الاستشارة: أن الحكة التي تصيب عموم الجسم شائعة الحدوث، وقليل منا من لم يجربها في يوم من الأيام، وقد تبتدئ وتنتهي دون أن يعرف لها سببا.

تسمى أحيانا ( الشرى ) وما هي إلا ردة فعل الجهاز المناعي في الجسم لمسبب ما لم يتقبله الجسم.

هذا الشرى إذا ما استمر وتكررت أعراضه من حكة واحمرار لمدة تزيد على الشهر أو أكثر يسمى الشرى المزمن أو الارتيكاريا المزمنة، كما هو الحال في حالتك التي تزيد عن 3 أشهر. وعندما توصف الحساسية بأنها مزمنة فلا بد من بحث بقدر الإمكان عن سبب ما، وذلك بعمل التحاليل مثل:

فحص وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكبد والتهابات الكبد الفيروسية، فحص البول والبراز .. كل هذه التحاليل ليتم التوصل إلى سبب التحسس المزمن، وفي كثير من الأحيان تكون نتيجة كل هذه التحاليل سلبية ( وهذا فضل من الله ورحمة)، وفي الطب أن النتائج السلبية تكون في أهميتها مثل النتائج الإيجابية؛ لأنها تستثني وتُحيِّد كثير من الأمراض التي قد تسبب قلقا للمريض إذا لم يعمل هذه التحاليل.

وإذا تم تشخيص سبب الحساسية من خلال التحاليل فيتم في المقام الأول معالجة السبب، وتجنب المسبب، ومن ثم معالجة الأعراض مثل الحكة والاحمرار.

وعلى حسب شدة المرض فيمكن الاكتفاء باستخدام مضادات التحسس مثل: Atarax tab، أو Telfast tab.

أو يضاف لفترة وجيزة أحد مركبات الكورتيزون حبوب أو حقن عند الحالات الشديدة عندما يتطلب الأمر ذلك.

ولا بد مع استعمال العلاج، والامتناع عن بعض الأكلات التي تسبب إطلاق مادة الهيستامين في الدم المسبب للحساسية، مثل البيض والسمك والروبيان والمانجو، وبعض الأدوية مثل الأسبرين إلى أن تستقر الأمور.

أما في ما يخص الشق الثاني من السؤال، وهو الحكة الشديدة مع الجفاف والتشقق في اليدين:

هذا النوع من التحسس يسمى الحساسية التلامسية Contact dermatitis أي أن هناك مادة معينة مسببة للحساسية تتلامس مع جلد اليدين، وأدت إلى ظهورها في اليدين، وتأتي هذه المسببات غالبا من بعض أنواع الصوابين والمنظفات الصناعية، وخاصة صوابين غسل الأطباق والثياب.

وهذا النوع من الحساسية التلامسية يكثر في أوساط ربات البيوت، وكل من يتعامل مع مواد التنظيف الكيميائية.

والأعراض هنا حكة شديدة كما أسلفت في سؤالك، وجفاف وقشور، وفي الحالات الشديدة قد تتشقق اليدين وخاصة في فصل الشتاء.

يتم تشخيص الأكزيما التلامسية غالبا من النظرة الأولى للمتخصص، ولكن لمعرفة المسبب للتحسس، وهل صابون أو مواد تنظيف أو غيرها من خلال عمل اختبار اللصقات الجلدية في منطقة الظهر، وبعد ذلك يتم تجنب المادة المسببة للحساسية.

أما العلاج فبمجرد التوقف فترة عن استعمال تلك المنظفات واستخدام مراهم تحتوي على مادة الكورتيزون.

متوسط القوة مثال Cutivate أو Elecom ثم الاهتمام بترطيب اليدين باستمرار باستخدام الفازلين.

وإذا كانت هناك حكة شديدة يضاف أحد مشتقات مضادات الهيستامين مثل: Atarax أو Zyrtec.

ولكي يستمر التحسن بإذن الله عليك باستخدام القفازات المبطنة بالقماش من الداخل، والتقليل من استخدام المواد الكيميائية.
وندعو الله أن يعافيك!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر نبيله

    شكرا افادتني كثيرا

  • أوروبا التجاني ماهل ابراهيم

    كلام مفيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً