الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كسل وعدم حيوية وقله تركيز عند الاستيقاظ من النوم، فما الحل؟

السؤال

بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:
بداية نشكر جهودكم على موقعكم النير واستشارتكم ربما نفعت الكثير، جزيتم خيرا، اللهم آمين.

أولا: قصتي أني شاب أبلغ من العمر 24 عاما -الحمد لله- الحالة الاجتماعية جيدة جدا، حديث الزواج، موظف، الأمور طيبة، ولكني أعاني من آلام لا تطاق حيث أنها تغلب على أكثر تفكيري، وهي شغلي الشاغل.

قبل سنتين من الآن كان وزني 160 كيلو، وكنت سعيدًا في قمة السعادة إلا في المواقف الاجتماعية بسبب وزني، قررت أن أنزل وزني، وأن أصبح شابا أنيق المنظر، كل فتاة ترغب بي.

ذهبت لدكتور أخصائي بالتغذية بعد التحاليل، وصف لي حمية غذائية كيميائية قاسية، في البداية تعبت، بعدها مع الرياضة استطعت إنزال الوزن حتى وصل بي الحال إلى 70 كيلو، والحمد لله.

أحسست بنشوة غريبة بوصولي لهذا الوزن بهذه المدة، لم تدم الفرحة، كنت ألعب التمارين لكرة القدم، أرهقت نفسي، ولم آكل بعد التمرين، ذهبت بعد التمرين للسوق، وحصل لي إغماءة، ذهبت للمستشفى، وتم إعطائي مغذية حتى استقر الضغط، بعدها بدأت المعاناة، في اليوم التالي ذهبت إلى نفس السوق لشراء نفس الغرض، وعندما تذكرت الإغماء حصل لي خوف وهلع، وما شابه ذلك، مما أدى إلى دخول الوسواس بي.

ذهبت لدكتور باطنية، عمل لي تحاليل أشعة تخطيط قلب وكلها سليمة، وفي النهاية قال لابد من عمل أشعه مقطعية للمخ، بعدها أحسست ببرود شديد وخوف شديد، لمدة أسبوعين، بين صراع مع الذات حتى أحسست بالكآبة، ومن بعدها بدأت المعاناة، ذهبت لطبيب نفسي بسبب انهيار وتدهور حالتي النفسية والجسدية، قام الطبيب بتهدئتي، وقام بوصف ثلاثة أنواع من الأدوية، وهي لوسترال وزيبريكسا وريفترول، استمريت على الثلاثة الأدوية لمدة شهر حتى استقر بي الحال على اللوسترال لمدة 3 أشهر، ولكن لم يدم طويلا حتى انتكست الحالة، ورجعت للدكتور، ووصف لي بروزاك حبة واحدة لمدة ستة أشهر، بعد تناول الدواء لمدة 3 أشهر، أحسست بعدم الحاجة فتركته.

الآن الحالة كالتالي: كسل وخمول وعدم الحيوية والنشاط، قل تركيز، كل هذا عندما أستيقظ من النوم العميق، فما الحل؟ وما رأيك بالحجامة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنك تعيش حالة من القلق الاكتئابي والمكون الرئيسي هو المخاوف، ويظهر أن حالتك مرتبطة بعامل رئيسي وهو التخفيف السريع جدًّا للوزن، هذا ربما يكون أدى إلى شيء من عدم التوازن في المكونات الغذائية للجسم، وعمومًا النقلة الجسدية الشديدة من هذا القبيل لها بعض التبعات النفسية حتى وإن كانت هي نقلة إيجابية، وربما يكون أيضًا لديك بعض الاستعداد للقلق والتوتر والمخاوف.

حالة الإغماء التي حدثت لك لا شك أنها خبرة سلبية جدًّا، والخبرات السلبية تؤدي إلى اهتزازات نفسية، والذي تعاني منها من وجهة نظري هو وليد لكل ما حدث لك مسبقًا.

أرجو أن تحقر فكرة الخوف، لأنها أصلاً هي فكرة سخيفة متسلطة عليك، وأنت في غنىً عنها تمامًا، خاطب نفسك مخاطبات معرفية صادقة، تصل إن شاء الله من خلالها إلى حالة من الطمأنينة والاستقرار.

ثانيًا: اصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، وذلك من خلال كيفية استغلال الوقت وإدارته بصورة صحيحة، وأن تكون شخصًا فعالاً متطورًا في وظيفتك، وعلى النطاق الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة، أن تكون حريصًا على الصلاة في المسجد ... هذه مدعمات علاجية أساسية لصرف الانتباه عن القلق والتوتر وكذلك المخاوف.

يجب أن تنظر إلى الحياة نظرة إيجابية، فالنظرة الإيجابية هي خير ما يجود به الإنسان على نفسه حتى يطور من صحته النفسية.

العلاج الدوائي: أنا أرى أنه جيد ومفيد، وحالة الكسل والخمول وعدم الحيوية والنشاط التي تعاني منها لا شك أنها جزء من حالة القلق الاكتئابي، وإن شاء الله بتناول الدواء ستكون في حالة طيبة.

لا شك أن البروزاك هو من الأدوية المناسبة جدًّا لمثل حالتك، لأن البروزاك له خاصية في أنه يرفع من درجة اليقظة لدى الإنسان، وأنت محتاج لطاقات نفسية إيجابية حتى تتخلى عن هذا الكسل والخمول، وعليك أيضًا أن تمارس تمارين رياضية بصفة منتظمة كما ذكرت لك.

جرعة البروزاك هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي 20 مليجرامًا، تناولها بانتظام يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى كل الأعراض سوف تزول، وأتوقع أن حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع هي الفترة المطلوبة لأن يتم البناء الكيميائي للدواء، وتعيش بعد ذلك إن شاء الله تعالى بفعالية.

قلة التركيز هي جزء أصيل من إفرازات القلق والاكتئاب وسوف تزول إن شاء الله تعالى، ملاحظات ودراسات أشارت أن تلاوة القرآن الكريم بتؤدة وتركيز، وتدبر تحسن من التركيز لدى الناس.

الحجامة لا أرى أنها ذات فائدة في علاج مثل هذه الحالات، والله أعلم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حازم صالح سبتي

    اناعندي نفس الاعراض وساقوم اخذالعلاج المطروح لديكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً