الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد خروجي من الامتحان أشك بنسياني لأسئلة لم أجبها، ما الخلل؟

السؤال

أنا طالب في الصف الثالث الثانوي عام، بعد خروجي من الامتحان أشك أني نسيت أسئلة، ولم أجبها، ولكني فعلا لا أتذكر نهائيا إذا أجبتها أم لا وبعض الأسئلة أتذكر أني أجبتها، ومع ذلك يحدثني عقلي أنني لم أجبها، فيؤثر هذا سلبيا على المادة التالية لا أستطيع التخلص من هذا الأمر.

سؤالي: هو ماذا أفعل للتخلص من هذا الأمر وأصبح صافي الذهن؟

وهل طبيعي أن أنسى بعض ما أجبته في ورقة الامتحان، أم أن هنالك خللا في مخي؟

أنا والله تعبت؛ لأنه في أمور في حياتي كثيرة تتسرب لها هذه الأفكار السوداوية، حتى وأنا أكتب السؤال الآن راودتني أفكار أني أقل في درجة امتحان الفيزياء القادم بسبب انشغال مخي مع أنني مذاكر، وباقي أمامي أسبوع كامل للمذاكرة، والمراجعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

السؤال الذي تطرحه جيد جداً يستحق فعلاً الانتباه، لأن الذي يحدث لك يمر به طلاب في مراحل أكاديمية مختلفة، وبعضهم قد لا يستشعر هذا الأمر، وهذا جيد، والبعض قد يكون الموضوع يشغله، ويسبب له وسوسة، وتردد ويسكت عليه لما ينتج بعض القلق الزائد أو حتى الاكتئاب.

أنا أوضح لك بوضوح شديد أن درجة معقولة من الشك دائماً تتعلق بالامتحانات وإجابتها، وهل نسيت سؤالا معينا، وهل أجبت في هذا السؤال، أم لا، لذا تجد الحكمة الشائعة جداً وسط المتمرسين في الامتحانات أن تنسى، وتتناسى الامتحان الذي انتهيت منه، ولا تفكر إلا في الامتحان الذي يليه.

وأذكر أن أساتذتنا الكرام حين كنا في نفس المراحل التي تمر بها أنت الآن كانوا دائماً يذكروننا، بل يمنعونا من مناقشة أي موضوع يتعلق بامتحان مضى، وتجد بعض الطلاب يتنافسون بعد نهاية الامتحان في الأداء بإجابات، وأيهما صحيح، وأيهما خطأ، وهذا قطعاً قد يؤثر على بعض الطلاب الذين يكتشفون أن إجاباتهم ليست صحيحة.

إذن المبدأ العام دائمًا هو تناسي وعدم مناقشة الامتحان السابق لا مع نفسك ولا مع الآخرين، وهذا ليس صعبا، اجعله مبدأً في حياتك، وفي ذات الوقت حين تأتيك هذه الأفكار، ربما تكون نسيت أسئلة معينة، ولم توفها حقها، قل لنفسك هذه فكرة حقيرة، وهذه فكرة وسواسية، لن اكترث لها أبداً، ما انتهى قد انتهى، وأسأل الله التوفيق، وأجعل كل همك في الامتحان الذي يليه، هذا هو الذي يساعدك في حل هذه المشكلة وتكون صافي الذهن.

أمر آخر: هو أن تقوم ببعض التمارين مع زملائك، عش ذات الوضع الذي يعيشه الطلاب في أثناء الامتحان، وتبادل أسئلة معينة وكل واحد يحاول أن يحلها في الزمن المخصص، وبعد ذلك تراجعون أجوبتكم مع بعضكم البعض، وهذه طريقة جيدة، وتساعد الناس كثيراً.

الأمر الآخر: والهام جداً هو أن توزع الوقت على ورقة الأسئلة لابد أن تكون حذر، وحذر جداً في إدارة الوقت وتوزيعه بصورة صحيحة ما بين الأسئلة المختلفة، ويعرف تماماً أن الإنسان إذا توقف في سؤال ما ووجد عثرات في حله يجب أن ينتقل إلى السؤال الآخر، وبعد وقت من الزمن يمكن أن يرجع لهذا السؤال الذي لم يتم الإجابة عليه بصورة صحيحة.

هذه هي المبادئ العامة، دائماً ركز على أن الامتحان حين ينتهي يجب أن لا أشغل نفسي به تماماً، أنت الحمد لله ما زالت مذاكرة جيدة للامتحان، وأمورك مرتبة فلن تفشلي إن شاء الله تعالى.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً