الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سئمت من النحافة، فهل من برنامج غذائي يخلصني منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي عمري 21 عاماً، مشكلتي: أنني أعاني من ضعف البنية الجسمانية، ومن نحافة شديدة في الجسم والوجه، ومن اصفرار الوجه أيضاً، وقد عملت كل التحاليل المطلوبة والمتعلقة بالنحافة وهي: تحليل الغدد، تحليل هرمون الذكورة، صورة دم كاملة، أنيميا نقص الحديد، منظار المعدة، لمعرفة إذا كان هنالك سوء هضم، أو دودة.

علماً بأن الوالد -رحمه الله- كان يعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، وتعالج باليود المشع، أما أنا فعندي بعض أعراضها؛ كالنحافة، والعصبية الزائدة، ولكن جميع النتائج كانت طبيعية، ما عدا النقص في فيتامين (د)، ولا أعرف سبب ذلك، مع أني منذ صغري كان شرابي المفضل هو الحليب.

أما الآن وبعد كل هذه التحاليل، بدأت أدخل في حالة نفسية، حيث إنني أعتبر الأنحف بين أصدقائي وأبناء عمومتي، وأخي الأصغر الذي كان قبل البلوغ قصيراً أصبح أعرض وأطول مني، وكل تلك العوامل تسبب لي إحباطاً يوماً بعد يوم.

وقد سمعت أن هناك حقنة المينابولين التي تزيد الوزن، وتبني الجسم، وأنها تستخدم للحالات التي يقل فيها البناء العضلي، ويزداد فيها معدل الهدم، فهل تناسب حالتي إذا أخذتها تحت إشراف طبي؟ وكيف يتم معرفة إذا كان جسمي يقل فيه البناء العضلي، ويزداد فيه معدل الهدم؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: بالنسبة للفيتامين (د): فإن سبب نقصه قلة التعرض للشمس، فهو موجود في الغذاء بكميات لا تكفي الاحتياج اليومي، فنحن نحصل على 10% من احتياجنا اليومي من الفيتامين (د) من الغذاء، بينما 90% تكون من التعرض للشمس، فيقوم الجلد بتصنيع هذا الفيتامين في الجلد بعد التعرض للشمس، ولذا فإن الإنسان يحتاج إلى التعرض للشمس على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وفي كل مرة لمدة 20 دقيقة، ويكون هناك مساحة من الجلد متعرضة للشمس مباشرة، ما تعادل الوجه والعنق والذراعين والساقين.

أما بالنسبة للنحافة: فيمكن إجراء تحاليل في البراز لسوء الامتصاص، وتحاليل الدم لحساسية القمح -المرض الزلاقي-؛ ويمكن أن تسأل الطبيب الذي أجرى لك المنظار، إن كان قد تم إجراء هذه التحاليل للبراز وللدم، فكما تعلم، فإن أهم شيء في تقييم حالة النحافة معرفة وجود أعراض لأمراض عضوية، مثل: نقص الامتصاص، وزيادة نشاط الغدة الدرقية، والأمراض المزمنة، وبعض الحالات النفسية التي تسبب نقص الشهية.

ومن ناحية أخرى: فإن شكل وحجم الجسم تتحكم فيه الأمور الوراثية بشكل كبير، إلا أنه كما ذكرت أنك الوحيد النحيف في البيت، وليس من السهل أحياناً زيادة الوزن، وذلك لأن نسبة الاستقلاب عند بعض المرضى النحاف مرتفعة، أي إن طبيعة أجسامهم لا تخزن الطعام، وإنما تحرقه، وذلك يمكن أن يكون بسبب أن عدد الخلايا الدهنية قليل عند النحيف.

هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تفتح الشهية -إن كنت تعاني من قلة الشهية-، ومنها:

- Cyproheptadine 4mg تبدأ بحبة واحدة يومياً، ثم تزيد الجرعة إلى حبتين، ثم ثلاث.
- Mosegor وتبدأ كذلك بحبة واحدة يومياً، ثم يمكن أن تزيدها تدريجياً إلى حبتين أو ثلاث، حسب تحسن الشهية.

ونحن لا نفضل استخدام المينابولين أو الأدوية من هذا النوع، لما لها من أعراض جانبية، ويمكن أن تحصل على العضلات بأن تصبح عضواً في أحد الأندية الرياضية، فهذا يزيد من حجم عضلات الجسم، إلا أنه لزيادة حجم العضلات يجب أن تتناول كميات زائدة من الطعام، وهو الطريق الوحيد الذي يمكن أن تزيد به وزنك؛ لأنك بحاجة لطاقة أكبر مما تحصل عليه الآن، ويكون ذلك من الطعام.

- يفضل أكل وجبات صغيرة ومتعددة، وتكون ثلاث وجبات رئيسة، وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الفطور والغداء، والثانية بين الغداء والعشاء، والأخيرة قبل النوم.

- تناول الأطعمة الغنية بالطاقة، كخليط الفواكه مع الحليب، وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات كالفطائر والكعك.

- بدء الوجبة بالطبق الرئيس.

- تأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة.

- تناول الفواكه والخضروات التي لا بد منها؛ لإمداد الجسم بالفيتامينات، والمعادن الضرورية للصحة.

- تناول بعض الحلويات في نهاية كل وجبة، أو استبداله بشطيرة من القشطة والمربى، أو العسل.

- إضافة زيت الزيتون إلى السلطات، ففي كل ملعقة طعام من زيت الزيتون الكبيرة تحتوي على 120 سعرة حرارية، أي أكثر من السعرات الحرارية في ملعقة العسل.

- وإضافة العسل إلى الحليب والمشروبات الساخنة.

- تناول المكسرات والفواكه المجففة في الوجبات الصغيرة، أو إضافتها إلى السلطة والأرز.

- تناول كوباً من اللبن مع الغداء والعشاء.

- إضافة الجبن المبشور إلى الأرز والمعكرونة، ومكعبات الجبن الأبيض للسلطة.

- تجنب شرب الماء أثناء الوجبات؛ لأن ذلك يضعف الأنزيمات الهاضمة، ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة، ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة.

- مضغ الطعام ببطء، وبشكل كاف.

- ممارسة الرياضة بانتظام، فالرياضة كما ذكرنا تبني العضلات، وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلاً من زيادة الدهون، كما أنها تفتح الشهية، وتُقلل من تأثير الضغوط النفسية على الصحة العامة.

ومن ناحية أخرى: فإن هناك مشروباً غذائيا يسمى: ENsure وEnsure plus فهو غذاء كامل، وكل علبة تعطي من 300- 350 سعرة حرارية، فإن تناولت اثنتين كل يوم، بالإضافة إلى طعامك، فإن هذا يساعد -بإذن الله- على زيادة الوزن.

بارك الله فيك وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً