الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أر أمي منذ سنة بسبب منع والدي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى منكم أن تساعدوني، فأنتم أملي الوحيد بعد الله عز وجل.

دار بين أبي وأمي شجار، وفي اليوم التالي ذهبت أمي وسافرت إلى أهلها، وهي دائماً ما تتصل بنا، ولكن أبي يغضب أحياناً إذا أتينا بسيرة أمي، ومضت الآن أكثر من سنة، ولما أرى وجه أمي، ولكنها تتصل علي وعلى إخوتي، وحاولت أن أصلح بين أمي وأبي فلم أستطع، وأنا حالياً أريد الذهاب والسفر لرؤيتها، وأخشى أن أبي يغضب علي.

مع العلم أن أبي لا يحب أهل أمي، فهل أذهب إلى أمي وإن رفض والدي أن لا أذهب إليها أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح ما بين أبويك، ونشكر لك رجاحة عقلك – أيها الحبيب – وما بذلته من أسباب في سبيل الإصلاح بين والديك.

أملنا ألا تيأس من الإصلاح بينهما، وأن تواصل محاولاتك مع إخوانك، ومن الأساليب النافعة لتقريب قلبي والديك أن تنقل عن كل واحد منهما إلى الآخر من الكلام ما يُعجبه ويثلج صدره، ويُذهب عنه الشحناء والبغضاء، فتنقل لأمك عن أبيك ما يسرها من الكلام، وأنه يذكرها بخير، ويحزن لذهابها، وتنقل لأبيك أيضًا من الكلام مثل ذلك، وهذا ليس من الكذب المحرم، فإنه مما أباحه الله تعالى بُغية الإصلاح وتقريب القلوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الكذاب الذي ينمي خيرًا) أي في حال الصلح.

كن على ثقة أيها الحبيب بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

ما دامت الأم لم تطلب منك الزيارة والسفر إليها فإنك لا تزال في مندوحة، وهذا السفر ليس بواجب عليك، ومن ثم فنصيحتنا لك إن كان هذا السفر سيُغضب أباك في هذا الوقت فالأفضل بلا شك أن تؤخره وترجئه إلى أن تتقارب القلوب.

أما إذا استمر الحال على ما هو عليه وطلبت أمك الزيارة فحاول جاهدًا أن تزور أمك دون إغضاب أبيك ولو أن تسافر دون علمه، ودون أن يشعر بذلك، لكن على فرض أنه علم بذلك وأراد منعك فلا تجب عليك طاعته، لأن الطاعة إنما في المعروف، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

نحن نؤكد أيها الحبيب ثانية ونبارك خطواتك التي بذلتها في سبيل الإصلاح بين والديك، ونحثك على مواصلة هذا السبيل، ونأمل إن شاء الله تعالى أن تبشرنا في مستقبل الأيام بإصلاح الأحوال.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويجعلك مفتاحًا له.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً