الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبل أي لقاء أو اجتماع أشعر بقلق وتوتر.

السؤال

أعاني يا دكتور من قلق وتوتر، خاصة إذا كنت أعلم أن لدي موعدا يتطلب مني أن أكون متواجدا، كوقت الدوام، أو مقابلة أحد الأشخاص، لذلك أحب أن أجعل الأمور تسير بدون مواعيد؛ لأني أتوقع قبل هذا الموعد ألا أكون قد نمت جيدا، وبالفعل في أغلب الاحيان لا أكون قد نمت بصورة جيدة، وهذا بدوره يسبب لي نوعا من الضيقه في النفس، وعدم التحدث مع الناس، مع أنني -ولله الحمد- إذا نمت جيدا لا يعاب علي شيء.

أشعر في بعض الأحيان برغبة في التقيؤ بسبب القلق والخوف، وأيضا يا دكتور لدي تعرق شديد ناحية الإبطين، وخصوصا وقت الدوام والمناسبات الاجتماعية، أو عند التفكير في شيء ما، مع العلم أنني كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، واستعملت الزيروكسات لفترة 6 أشهر، بناء على وصفة منك لأحد الأشخاص، وقد أفادني -ولله الحمد- خلال فترة الاستعمال، والآن أشعر بعودة بعض أعراض الرهاب، من أهمها إمامة الناس في الصلاة، والتحدث الجيد، وطبيعة عملي كمعلم تلزمني أن أكون جريئا.

أتمنى أن توضح لي العلاج الدوائي، ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وعلى ثقتك في هذا الموقع.

الذي يظهر لي وحسب ما ورد في رسالتك أنك تعاني في الأصل من قلق المخاوف، ولديك ما يعرف بالقلق التوقعي، وهنالك جزئيات أخرى لقلقك منها الرهاب والخوف الاجتماعي.

حالتك من وجهة نظري بسيطة، بالرغم مما تسببه لك من إزعاج، ويجب أن نتذكر دائمًا أن القلق طاقة نفسية مطلوبة؛ لأن يكون الإنسان منجزًا ومفلحًا ومفيدًا لنفسه ولغيره، لكن القلق إذا زاد وطغى هنا قد تكون له تبعات وإفرازات سلبية.

حاول أن تتعامل مع الأمور بإيجابية، وحاول أن تكون مسترخيًا، وألا تكون في سباق مع الزمن، ودرب نفسك وعلِّم نفسك إدارة الوقت بصورة صحيحة، وقل لنفسك دائمًا: كل شيء يجب أن يكون في وقته وفي مكانه الصحيح، والإنسان لا يستطيع أبدًا أن يسابق الزمن.

ممارسة الرياضة أيضًا سوف تفيدك كثيرًا، كما أن تمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة، وإسلام ويب لديها استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتتدارس الإرشادات التي وردت بها، فهي - إن شاء الله تعالى – مفيدة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات دواء جيد ودواء فاعل لمثل هذه الحالات، لكن في هذه المرة ربما يكون من الأفضل أن تنتقل إلى عقار فافرين، فالفافرين دواء طيب وبسيط ولطيف جدًّا ويساعد في علاج الجوانب الوسواسية، كما أنه ليس له أعراض انسحابية. ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة واجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر كجرعة وقائية، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى سوف تجد أن تواصلك الاجتماعي أصبح أفضل، وتقل الوساوس والقلق التوقعي، وأسأل الله تعالى أن يوفقك في إمامة الناس، فهذا مقام عظيم، واستشعارك لأهميته أعتقد أنه سوف يساعدك لأن تقوم به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً