الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وخوف مصحوبا بخفقان مستمر، فما السبب؟

السؤال

بداية أهنئكم على موقعكم المميز.

مشكلتي بدأت قبل عشر سنوات، وهي بعد ولادتي الأولى أصبت بحالة شديدة من الدوار المفاجئ، وفقد للتوازن، وضيق شديد في التنفس، وحينها نومت في المستشفى أكثر من أسبوع، وأوضح الدكتور أني لا أعاني من أي مرض، وشخص بأنه احتمال أن يكون التهابا في الأذن الداخلية.

داومت على تناول البيتاسيرك لفترة، ولكن لأحوالي لم تتحسن، واستمرت معي أكثر من سنتين، وبعدها وبجهد من عزيمتي ودعائي الله خفت هذه الأعراض، ولكن إلى الآن وأنا أعاني من عدم اتزان، وثقل دائم في الرأس، وطنين في الأذن، ولكن منذ ثلاث سنوات تقريبا كانت تأتيني نوبات خفقان شديدة، يصاحبها غثيان وترجيع، وبعدها يخف الخفقان تدريجيا.

ولكن قبل شهر أعاني من خفقان مستمر أحيانا، يصاحبه غثيان، وأحيانا لا، ذهبت منذ فترة لاستشاري القلب قبل أن تزيد حالتي، وأوضح لي بأن قلبي سليم، وعمل لي تصويرا، وجهازا لمدة 24 ساعة، ولم يظهر لدي أي شيء، علما بأنني أعاني منذ سنين من الحموضة، وارتجاع في المريء، والضغط لدي دائما ما يكون 130/68، ونادرا ما يكون على 70.

وللعلم: فإن حالتي النفسية متعبة جدا، ولا أستطيع ممارسة أي نشاط بسبب التعب الشديد، والخفقان المستمر الذي يأتيني على أقل مجهود.

كما أنني يا دكتور: أعاني من قلق مستمر، ونوبات هلع وخوف عند حدوث النوبة، ودائما ما أترقب حالتي الصحية باستمرار، ولا أستطيع تجاهل المرض الذي أصابني.

فبماذا تنصحني يا دكتور؟ لأنني أصبحت عاجزة عن الذهاب إلى المستشفى، فأنا أصاب بذعر شديد عند الذهاب إلى المستشفى لكوني خائفة من أن يكون لدي مرض خطير.

ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد...

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الأعراض الجسدية هي التي تهيمن على شكواك، حيث بدأت الحالة معك بحالة دوار شديد بعد الولادة، وكان هنالك فقدان للتوازن، وتناولت (البيتاسيرك) لفترة، ولم يكن هنالك تحسن حقيقي، فقابلت عدة أطباء، منهم أطباء القلب، وأكدوا لك بأن حالتك سليمة.

ولكن في نهاية رسالتك أوضحت أنك بالفعل تعانين من أعراض قلقية، ونوبات فزع وخوف، وهذا قد يكون مرتبطا بحالة الدوار التي تعانين منها، وفقدان التوزان، لأن هذه التجارب تجارب صعبة على الإنسان، وحتى وإن كان سببها عضوي أو نفسي، فإن الأمر ينتهي بالإنسان أن يكون قلقاً ومتوتراً، فالحالة أميل إلى أن الجانب النفسي فيها جانب أساسي، ولكن حتى نكون منضبطين ومهنيين ودقيقين، ونراعي شروط الجودة الكاملة، وبالرغم من أنك ذكرت من أنك عاجزة عن الذهاب إلى المستشفى، ولكن أعتقد بأن حالتك يجب أن يتم ملاحظتها من جانب الطبيب النفسي، وكذلك طبيب الأعصاب، وربما طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وهذه التخصصات الثلاثة إذا تعاونت فيما بينها سوف تحسم الموضوع حسماً تاماً.

أنا أقول لك الآن: إن كنت بالفعل عاجزة تماماً عن الذهاب للمستشفى، فيمكن أن تتحصلي على الدواء الذي يعرف باسم سبرالكسCipralex، والاسم العلمي هو استالوبرام Escitalopram ، فهذا الدواء ممتاز جداً لعلاج الهلع والهرع والمخاوف، وأعتقد أنه سوف يفيدك كثيراً.

والجرعة المطلوبة هي: (5) مليجرام، أي نصف حبة يتم تناولها يومياً، استمري على العلاج لمدة عشر أيام، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة، أي (10) مليجرام، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى (5) مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعليها (5) مليجرام يومياً لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء ربما يكفي تماماً لعلاج الخوف والتوتر ونوبات الهلع، علماً بأن الجرعة القصوى للسبرالكس هي (20) مليجرام، وبعد أن تتحسن أحوالك لا مانع من أن تأتي إلى قسم الطب النفسي بدولة قطر، وأنا لا زلت متواجدا فيه، ويمكن أن ننظر في أمرك بمزيد من التفاصيل، ويتم التواصل مع التخصصات الأخرى كما ذكرت لك، هذا هو الأفضل والأحسن بالنسبة لعلاج حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً