الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت باكتئاب ما بعد الولادة، فهل سأستمر على الدواء طوال حياتي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة متزوجة، وبعد ولادتي لطفلي الخامس، أي منذ حوالي أحد عشر سنة أصبت باكتئاب شديد أثناء وبعد الولادة، وتناولت معظم أدوية الاكتئاب، ولم يناسبني سوى دواء بارنيت، وأحضرته من لندن لعدم توفره، وهو باهض التكلفة.

حاول طبيبي التدرج، وقطع العلاج مرتين خلال هذه المدة، ولكن الأعراض تعود بعد أربعة أشهر من قطع الدواء، فأعود لتناوله، وأنا الآن مستمرة على حبة واحدة يوميا، ووضعي طبيعي - ولله الحمد -.

سؤالي هو:

هل سأستمر على الدواء لبقية حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الـ (بارنيت) هو بالفعل واحد من الأدوية القديمة نسبيًا، وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى: (MOIS) وهذه المجموعة من الأدوية تفيد في علاج ما يسمى بالاكتئاب العُصابي، والبارنيت بالرغم من أنه دواء فعال جدًّا، لكن يعاب عليه أنه استشعاري بعض الشيء، وأقصد بذلك أنه يؤدي إلى إحساس بالاسترخاء والراحة النفسية، مما يجعل الإنسان يفتقده إذا توقف عن تناوله، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث بالنسبة لك.

بالطبع أنا لا أقول لك أنه دواء إدماني أو خطير، هذا ليس صحيحًا.

أنت الآن في عمر يكثر فيه الاكتئاب لدى النساء، واستمرارك على الجرعة الوقائية أعتقد أنه قرار صحيح وقرار جيد، وهذا لا يعني أنك سوف تستمرين على هذا الدواء مدى الحياة، فالذي أراه هو أن تستمري على البارنيت، وأعتقد أنه يمكنك الحصول عليه من مصر، وربما يكون أقل تكلفة في مصر.

بالنسبة لاستبدال البارنيت بأدوية أخرى: أعتقد أن ذلك لن يكون صعبًا، ولكن يحتاج لشيء من الصبر والجلد من جانبك. البارنيت يمكن استبداله بدواء يعرف باسم (مكلوموبيد) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (أوركس)، وأعتقد أنه متوفر في المملكة العربية السعودية، ويمكنك أن تتوقفي من البارنيت لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك تبدئين في تناول المكلوموبيد بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وأعتقد أنه سيكون بديلاً جيدًا جدًّا للبارنيت.

واستمري على المكلوموبيد لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن المكلوموبيد إذا كانت حالتك بالطبع مستقرة، ووصلت لمرحلة التعافي.

استبدال البارنيت بالأدوية الأخرى مثل: البروزاك، والزيروكسات، والإفكسر، وكذلك الريمارون: هذا يتطلب أن يتم التوقف من البارنيت لمدة أسبوعين على الأقل، وهذه نسميها مرحلة الغسيل، ويُقصد بها أن الدواء يجب أن يخرج بصفة كاملة من الجسم، حتى يتم تناول أحد الأدوية الجديدة، مثل: عقار زيروكسات (مثلاً)، لأن تناول البارنيت مع أحد هذه الأدوية التي ذكرتها، ربما يؤدي إلى تفاعلات سلبية، ولذا يجب التأكد تمامًا من أن الدواء لم يعد له أثر في الدم.

جرعة الزيروكسات بعد انقضاء الأسبوعين من توقف البارنيت هي: أن تبدئي بنصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم يمكن أن تخفضي الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

هذه كلها بدائل، وبدائل جيدة، ولكن أرجعُ للنقطة الأولى، وهي: إن قررت الاستمرار على البارنيت بجرعة حبة واحدة في اليوم فهذا لا بأس به أبدًا من وجهة نظري، ولا تنزعجي أبدًا، حيث أن هذه جرعة وقائية أكثر مما هي جرعة علاجية، وكما ذكرت لك: في مثل عمرك أمراض الاكتئاب تكثر خاصة بالنسبة للنساء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً