الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج ضعف الشخصية وعدم الثقة بنفس الخجل الشديد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شابة في 28 من عمري، أعاني من مشاكل عدة، منها ضعف الشخصية، عدم الثقة بنفس، الخجل الشديد، عدم الإدراك والتركيز، وأكبر مشاكلي أني ضعيفة الهمة والعزيمة، ولا أحقق أهدافي، ودائماً أحس بخمول وكسل.

طموحي أن أكمل دراستي عن بعد، وأنا على أبواب الدراسة الثانوية، ولكني أعاني من التشتت في الدراسة، ولا أعرف كيف أنظم وقتي.

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سارة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتمنى أن تكون كل أحكامك على نفسك خاطئة، لأن الاستنتاجات التي وصلت إليها ليست سهلة من المنظور النفسي، أن يعاني الإنسان من ضعف الشخصية، ومن عدم الثقة بالنفس والخجل الشديد وضعف الإدراك والتنفيذ، وضعف العزيمة والهمة.

هذه الصفات إذا اجتمعت في إنسان فلابد أن يتم حقيقة البحث في أسبابها، ولا أعتقد أن كل هذه السمات تجتمع لدى شخص واحد، هذا من الصعوبة بمكان، لكن كثيراً من الناس تأتيهم انطباعات سلبية عن أنفسهم، وعلى ضوء هذه الانطباعات السلبية تجدهم يقللون من قيمة ذاتهم بدرجة مريعة جدًّا، مما يُنسيهم تمامًا ما هو إيجابي وما هو جيد في حياتهم.

أتمنى أن تكوني أنت بنيت أحكامك على نفسك على هذا الأساس، أي أنه ربما يكون لديك صعوبات نفسية بسيطة أشعرتك بهذا بالذات، ومن ثم امتدت الأفكار والتحاليل عن سمات النفس التي ذكرتها.

هذا الذي ذكرته مهم جدًّا، لأن العلاج في الأصل يقوم على ذلك، يقوم على تصحيح المفاهيم حول الذات، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بعد أن يصر الإنسان بأن يكون منصفًا مع ذاته، ويحللها التحليل الصحيح، يضع في كفة إيجابياته، وفي الكفة الأخرى يضع سلبياته، دون محاباة لأي من الكفتين، وبعد ذلك يركز أكثر على الإيجابيات ويحقر السلبيات، وبصورة تلقائية جدًّا تتبدل الأحوال وتتبدل المشاعر لتصبح إيجابية.

على ضوء ذلك يصل الإنسان إلى ما نسميه بفهم الذات، حين يفهم الإنسان نفسه فهمًا صحيحًا يسعى لتطويرها، والتطوير يأتي من خلال اتباع الآليات الإيجابية أيضًا من حيث الأفعال والأفكار والمشاعر.

أنا أعتقد أن الطريقة الأسلم والأفضل هو أن تجرى لك بعض الفحوصات النفسية، كما يقوم الأطباء في التخصصات الأخرى بإجراء بعض الفحوصات المعملية والمختبرية، فأطباء النفس لديهم أيضًا اختبارات نفسية، هنالك اختبارات تتعلق بتكوين الشخصية، درجة الثقة بالنفس، درجة الخجل والتفاعل الاجتماعي، قوة الشخصية، نوع المزاج ودرجته، المخاوف أيضًا لديها مقاسات وكذلك الوساوس، هذا كله موجود في الطب النفسي.

أيتها الفاضلة الكريمة: من الأفضل أن تقابلي المختص، وأن يُجرى لك فحص نفسي دقيق، وبعد ذلك تراجع وتُحلل نتيجة هذه الفحوصات من جانب المختص، وتوضع لك البرامج العلاجية الصحيحة.

أما من ناحيتي، فأنا أقول لك بصفة عامة: أرجو أن تعيدي النظر في مفاهيمك حول نفسك، والإنسان لديه وسيلة واحدة لتغيير ما بذاته، وهو أن يقتنع قناعة قاطعة أنه يملك الإرادة والمقدرة، ولديه الطاقات الفكرية والنفسية المختزنة، والتي متى قام بتوجيهها التوجيه الصحيح سوف تتبدل أحواله.

وضع هدف في هذه الحياة مهم، أنت لديك طموح، وهو تكميل دراستك، والآليات التي توصلك لهذا الهدف معروفة جدًّا، وهي تنظيم الوقت، وتنظيم الوقت يكون من خلال وضع الأسبقيات، هنالك وقت يخصص للراحة، هنالك وقت يخصص للواجبات المنزلية، ووقت يخصص للترويح والترفيه عن النفس، وقت يخصص للعبادات، وقت يخصص للدارسة، وهكذا.

من أفضل وسائل تنظيم الوقت هي: أن تكون هنالك ركائز يقوم الإنسان بأفعال وأعمال قبلها، وواجبات وأنشطة أخرى بعدها.

أرى دائمًا أن الصلوات الخمس هي ركائز جيدة جدًّا للإنسان ليدير من خلالها وقته: ماذا سأفعل بعد الظهر؟ ماذا سوف أفعل وأقوم به بعد المغرب أو بعد العشاء؟ - وهكذا - من خلال هذه الركائز يستطيع الإنسان أن يدير وقته بصورة جيدة، ويضع خارطة ممتازة جدًّا، يحس في نهاية اليوم أنه فعلاً قد أجاد وأحسن.

الدراسة أفضل وقت لها هي فترة الصباح، لأن الإنسان حين يستيقظ من النوم المريح مبكرًا تكون خلايا دماغه في حالة استرخاء وترميم تام، ومن ثم يكون الاستيعاب جيدًا.

الدراسة أيضًا مع المجموعات مفيدة، ويجب أن ينظم الغذاء، لأن الجسم حين يكون صحيحًا يكون العقل صحيحًا والعكس صحيح.

لمزيد الفائدة يراجع الطريق إلى علو الهمة 274415 - 277538 - 282702 - 2109170
علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: 226145 _264551 - 2113978.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً