الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يغيب زوجي عني لأكثر من 3 أيام، دون أن يخبرني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي باختصار: هو أن زوجي يغيب عني لمدة تتجاوز 3 أيام دون أن أعلم عنه أي شيء، وهو يعيش في بلد غير الذي أعيش فيه، وأنا زوجته الثانية، وتكون حجته بأنه لا يريد أن يغضب زوجته الأولى بحديثي معه، مع العلم أني أراعي مشاعرها، ولا أكلمه أبدا بحضورها معه، ولكن كل ما أريده هو أن أطمئن عليه ولو برسالة نصية واحدة.

غيابه عني يشعرني بعدم الأمان والاستقرار، ولقد كلمته عدة مرات بخصوص هذا الموضوع ولكن بدون جدوى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونسأل الله أن يسعدك مع هذا الزوج، وأرجو أن تلتمسي له الأعذار، خاصة إذا كان في لحظات وجوده معك لا يقصر، ويقوم بواجباته كاملةن مع أنه من الضروري أن يعلم أنه لابد أن يعدل في القسمة، ولابد أن يساوي بينكم في المبيت، وهذا أمر أرجو أن يكون واضحًا بالنسبة له، لأن هذا هو الشرط الأساسي في مسألة التعدد، أن ينجح الرجل في أن يقيم العدل بين زوجاته.

إذا كان الرجل في وجوده معك، ويعيش معك، ولا يرد على المكلمات، ويهتم بك، ويعطيك حقك، فأرجو ألا تضيقي عليه، وأن تتفهمي هذا الكلام الذي قاله، فإن من حق الزوجة الأخرى أيضًا أن يكون معها، ولأن يعيش معها ثم يكلم الأخرى، أو يكلم المرأة الثانية، ويكون موجودًا بجسده مع الأولى، خاصة إذا كانت هي لا تكلمه في أيام وجوده عندك.

وكذلك أرجو أيضًا أن تفهم بناتي الفضليات أن كثيرًا من الأزواج ينزعجون عندما تتصل الزوجة، ذلك لأنه قد يكون بين الرجال، وقد يخرج صوت الزوجة من الهاتف، وبعض الزوجات تبادر بالهجوم والصراخ وتعاتب زوجها، وهذا يُحرج الزوج جدًّا حتى ولو لم يسمع الناس، فإن آثار الغضب وآثار التوتر تظهر عليه، وبذلك ينحرج، ويدخل في الحرج أمام الرجال.

ولذلك أرجو أن تتفهمي هذه الأمور، وتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان، وفي حال غياب الزوج أرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وبطاعته، وحسن التوجه إليه سبحانه، وأن تجعلي لنفسك برنامج تهتمين فيه من الناحية الشرعية، وتهتمين فيه بتطوير ما وهبك الله تبارك وتعالى من مهارات وملكات، وتشغلين نفسك بالمفيد، فإن الشيطان أيضًا له مداخل يريد أن يشوش عليك، وإلا فهذا الزوج رضيك واختارك رغم وجود الزوجة الأولى، وهذا دليل على أن لك مكانة عنده، فتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها، وتفاهمي معه بهدوء، يعني إذا كان يستطيع أن يكون بعيدًا عنها، وأن يبعث فقط برسالة لتطمينك، دون أن يرد على الاتصالات والرسائل في وقتها، ولكن بإمكانه أن يختار الوقت المناسب ليقول: (نحن ولله الحمد طيبين، ونشكرك على الاهتمام والتواصل).

ومن حق الزوجة الثانية أن يحترم - كما قلنا - مشاعرها، وألا يفعل هذا الشيء أمامها، لأن ذلك قد يجلب لها الضيق، والشريعة تهتم بهذا الجانب، فإن الرجل إذا كان مع الزوجة الأولى فليس له أن ينغص عليها حياتها، بأن يتكلم عن الأولى أو يمدحها - أو كذا - وأيضًا إذا جاءك الرجل ننصحك بأن تعامليه كأنه الزوج الوحيد، ولا تُشعريه أن هناك امرأة أخرى، وإذا طلبت الاحتياجات الخاصة بك فلا تقارني نفسك بالأخرى، يعني بعض الزوجات تقول لزوجها: (مثل ما أعطيتَ فلانة تعطيني، ومثل ما تهتم بفلانة تهتمَّ بي)، فهذا يضايق الزوج، ولكن الصواب أن تقول (أعطني حقي الشرعي)، وتطالب بحقوقها دون أن تأتي بذكرى أو سيرة الزوجة الثانية، وهذا من المهارات الهامة التي أرجو أن تنتبه لها البنات الفضليات، فلا تعكر على الزوج بمثل هذه المسائل، علمًا بأن كثيرًا من الأزواج يهرب من البيت ويتضايق من البيت إذا كانت الزوجة نكدية، تذكره بالزوجة الثانية، وتعاتبه وتحاكمه، وتجعل البيت جلسة للمحاكمة والمحاسبة، فتجنبي هذه الجوانب.

وإذا كلمت الزوج أيضًا بالهاتف، فينبغي أن تتذكري أنه ربما يكون عند الأولى، أو ربما يكون إلى جوار أصحابه، أو ربما يكون في مكان بين الرجال، فتنتبه المرأة للكلام الذي تقوله، وللنبرة التي تتكلم بها، ولنوع النقاش الذي تطرحه مع الزوج، فليس كل مكان صالح للإجابة، وليس كل مكان صالح أيضًا للتوسع مع الزوجة في الكلام، هذا ما ينبغي أن تفهمه البنات الفضليات والزوجات الكريمات.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً