الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصلح بين ابني وزوجي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أن ابني البالغ من العمر 6 سنوات دائم الشجار والنفور من أبيه، وأنا أقول لعل السبب أني قد تركت منزل زوجي وذهبت بيت أهلي مدة 3 سنوات، وكان عمر ابني 6 أشهر، ولما رجعت كان عمره 4 سنوات، ومنذ أن رجعت والولد لا يطيق أباه، بل يضربه إذا رآه يكلمني مجرد كلام.

وأبوه يضربه أو يصرخ في وجهه، ويقول له هذا خطأ، لكني أشعر أن الأب لا يعرف كيف يتعامل مع ابنه، ولما أكلمه يقول لي اتركيني كي أربيه، فأنت تدللينه كثيرا، وأنا أعرف أن تصرفاته كلها خطأ، لكن احترت فيهم، فماذا أفعل؟ فابني يقول لي تعالي يا ماما نذهب لبيت جدي ونتركه لوحده.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، وعلى الكتابة إلينا.

لا شك أن لكل هذا علاقة بما حدث للطفل في طفولته الأولى عندما غادرت بيت الزوج، ولم يعش هذا الطفل مع أبيه، وبالنسبة إليه ربما يتساءل في نفسه "من هذا الرجل الغريب الذي دخل على حياتنا، وبدأ ينازعني على أمي، ويأخذها مني"!! ومن الطبيعي أمام مثل هذه الأفكار أن يشعر الابن "بالغيرة" من أبيه.

إن جذر الحل يجب أن يكون من قبل الأب، وعليك أن تشرحي له هذا الأمر، فلا يتوقع أحد أن يظهر الحل من الطفل.

وعلى الأب أن يحاول أن يحوز على تقبل ابنه له، ليس من باب "شراء" قبوله له من خلال السماح له بفعل كل ما يريد، وإنما من خلال الاحترام، ومن خلال أن يعطي نفسه، ويعطي ابنه بعض الوقت للتعايش وتقبل الواحد للآخر.

من السهل ربما أن يحقق الأب هذا الأمر الآن وعمر الطفل 6 سنوات، فهو أسهل من مرحلة أن يكبر الطفل ويصل لمرحلة المراهقة, ولا بد للأب من تدارك الأمر قبل أن يسوء أكثر وأكثر.

طبعا يمكنك أنت أن تعيني في الموقف، بالتحلي بالصبر، وبإظهار احترامك لزوجك، فاحترامك لأبي الطفل يجعل هذا الطفل يتأثر بهذا الاحترام، ويبدأ بتقليده أو محاكاته.

ليقوم الأب ببعض الأنشطة المسلية مع ولده كاللعب, وكأخذه معه للمسجد, أو غيره من الأماكن العامة, واطمئني فإن طفلك سيرتاح لهذا لأنه في سن يريد فيه التماهي مع رجل، ومن يكن إن لم يكن الأب؟!

وفقك الله، وحفظ الله ولدكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً