الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنظم وقتي لأحافظ على صلاتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشاكل مع نفسي كثيرة, ولعلي أطرح بعضا منها كل فترة.

أعرفكم بنفسي: أخوكم سعودي الجنسية, طالب بالجامعة, عمري 22 سنة, أحب العلم, وأحب الجد بكل الأمور, وإن شاء الله أكون محافظا على واجباتي.

إخواني الكرام:

أولا: أنا أعاني من تنظيم الوقت, حيث إني أضيع بعض الصلوات بأوقاتها, أو مع الجماعة, وذلك بسبب النوم, فأنا أحتاج أن أنام 9 ساعات على الأقل يوميا.

حيث إني لا أستطيع التنظيم, بمعنى لا يمكن أن أنام بعد صلاة العشاء, وذلك بسبب نظام الحياة عندنا, وإذا نمت الساعة 12 أو 1 ليلا, لا أستطيع أن أقوم لصلاة الفجر؛ لأن النوم أقل من 9 ساعات لا يكفيني.

الآن إذا تكرمتم أريد توجيهكم, وصدقوني سوف أتبع ما تقولون لي إن شاء الله.

بعض النقاط المهمة: أنا أدرس من يوم السبت إلى الثلاثاء, من الساعة 8 صباحا وإلى 12 ظهرا فقط, بعد ذلك أنشغل مع أهلي كثيرا, بحيث لا توجد أوقات معينة لهم, وبعد العشاء عندي دورات إلى الساعة 11 مساء.

أريد أن أذاكر يوميا, وأحفظ وردي اليومي من القرآن, وأزور أقربائي وأصحابي, وأحضر دوراتي, وقبل هذا كله أن أحافظ على جميع الصلوات.

بارك الله فيكم ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك -ابننا الكريم– في موقعك، ونشكر هذا الحرص على الخير، وقد أسعدنا أنك جاد، أنك حريص، أنك محافظ، وأنك قلق لأنك تضيع الصلاة بسبب هذا النوم الطويل، ولستُ أدري هل تعني هذه الساعات لا بد أن تكون متصلة؟ ولا تستطيع أن تَقْسِم وقت هذا النوم كما هو الأصل عند كثير من الناس، بأن يجعل لنفسه قيلولة يستعين بها على سهره وأوراده وقيامه لله تبارك وتعالى، فيستريح في منتصف النهار ساعة أو ساعتين، ثم بعد ذلك يُكمل هذا المشوار، ولعل هذا هو الأصوب من الناحية الصحية.

إذا كان الأمر كما فهمنا وهو أنك لا تستطيع أن تنهض إذا وضعت رأسك على الفراش إلا بعد تسع ساعات من نوم متصل، فإن هذا سيكون فيه إشكال في رمضان (مثلاً) في مسألة السحور، وسيكون فيه إشكال في كثير من الأشياء، ولكن دعنا نسأل (بصراحة): هل تستطيع إذا كان عندك سفر بعد سبع ساعات أو ست ساعات أن تنهض لموعد السفر؟ هل تستطيع أن تنهض لموعد مهم؟ هل تستطيع أن تستيقظ إذا جاءك صديق عزيز يريدك في هذا الوقت؟ هل تستطيع أن تستيقظ إذا كان هناك أمر طارئ في البيت؟

غالبًا ما تكون الإجابة نعم، ونحن لم نسمع منك الإجابة، لكن إذا كانت الإجابة نعم فإن هذا التغيير مقدور عليه، ولا يوجد في حياة الإنسان أهم من أن ينهض ليسجد ويركع لله تبارك وتعالى، لأن الله يقول: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا} ولا شك أن مسألة تنظيم الوقت من الأهمية بمكان، لكن معظم من يتكلم عن تنظيم الوقت يربط ذلك بالصلوات، لأن هذا فعلاً ترتيب جيد، والحمد لله حتى مواعيد الطعام عندنا يمكن أن تُربط ببعض الصلوات، فعند ذلك تكون حياة المسلم بدأت تنتظم من الصلاة التي يرتبط بها أيضًا بعد أو قبل الطعام، ثم بعد ذلك يتفرغ الإنسان للجد في حياته، وممارسة هذه الحياة.

وأعتقد أن النفس هذه كما قال الشاعر: (والنفس كالطفل إن تُهمله شبَّ على حب الرضاعِ، وإن تفطمه ينفطم) فكثير من الناس استطاعوا أن يغيروا هذا النمط الذي عندهم، بل ثبت أن هذه النفس فيها قدرات كبيرة وطاقات كبيرة جدًّا، والدليل على ذلك أن بعض الناس يمتنع عن الطعام –كما هو خبر الأسير العيساوي يُزاد على مائتي يوم في هذه الأيام– وهناك من يمكث أياما دون أن ينام، وهذا جزء من التدريبات العسكرية لبعض الجيوش المحاربة، وقد نجحوا في ذلك، وثبت أن هذا الإنسان إذا أعطى نفسه عشر ساعات تقول (هل من مزيد) وإذا عودها على سبع ساعات تكتفي بها، وهذا الذي نريده، أن نكون نحن الذين نسيطر على أنفسنا وتنظيم لأوقاتنا.

ومثلك من عنده –ولله الحمد– الجِد والحرص -والدليل على ذلك هو هذا السؤال– يستطيع أن يغيّر نمط الحياة.

أما بالنسبة للزيارات العائلية والواجبات الاجتماعية: فقد لاحظنا أن هناك أياما لا تعمل فيها، فيمكن أن ترتب لهم جزءاً من تلك الأوقات لتؤدي حق الأقارب.

بالنسبة لتلاوة القرآن: أيضًا يمكن أن ترتبط بالصلوات، بحيث تجعل لك وردا معينا مع كل صلاة، والبعض يحفظ القرآن بهذه الطريقة، فهي خمس صلوات، لو أن الإنسان حفظ في كل صلاة ورقة –يعني وجهين– فإنه عند ذلك يستطيع أن يحفظ نصف جزء في اليوم, وإذا استطاع أن يقرأ ورقتين –يعني أربع صفحات– يستطيع أن يُكمل ورده اليومي جزءًا مع الصلوات الخمس دون أن يكلفه ذلك كثير وقت.

فالمهم: نحن نتمنى أن تحاول، وسوف نكون سعداء إذا جاءتنا إجابات تصف بدقة الحال التي عندك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ايناس ابو عشيبه

    جواب روعه انا هيك استفدت كتير ولما افهمت المشكلة حسيت بفيمه الحل شكرًا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً