الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الغيرة من صديقتي الحميمة؟

السؤال

السلام عليكم

في البداية: أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع، والله يجزيكم خيرا، ثقتي بكم كبيرة.

سؤالي هو: لدي صديقة أحبها جداً في الله، وكنت لا أغار منها، لكن عندما اختلطت بصديقاتي الأُخريات بدأت أشعر بالغيرة منها، ويصيبني القلق وأبدأ في مقارنة نفسي بها، وهذا شيء مذموم ولكني لا أُبين لها أنني بدأت أغار، وللعلم هي ليست أول فتاة أغار منها عندما تكون صديقتي الحميمة، فالمشكلة مستمرة لدي منذ الصغر، فما الحل؟

أريد إذا سمحتم أن تضعوا لي خطوات للتخلص من هذه الصفة أو الخصلة السيئة جداً، لأني لا أريد أن أكره صديقتي من الغيرة.

ومع فائق احترامي وحبي لكم، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أي فعل أو أي شعور أو أي عاطفة تأتي للإنسان يجب أن لا يقبلها إلا بعد أن يتفحصها ويحللها، وبعد ذلك يضعها في ميزان الحلال والحرام، والخطأ والصواب، والخير والشر، والجميل والقبيح، هذه الخطوة هي العملية الأولى، أن تقيمي هذا الشعور هذا الذي أسميته بالغيرة على صديقتك، يجب أن تقيميه.

المشكلة الكبيرة أنك الآن قد قبلت هذا الموضوع بالرغم من إلمامك أنه ليس أمراً طيباً بل هو أمر مذموم، ولكن هذا لا يكفي، لأن التقييم الأول لم يكن صحيحاً، أنت قبلت الفكرة وأصبحت تحدثين نفسك حولها، لا، توقفي وضعيها على الموازين التي ذكرتها لك، هذا مهم جداً.

ثانياً: أنا أعرف أنه في عمرك مثل هذه المشاعر موجودة، لكن الالتصاق والارتباط الشديد بشخص واحد ليس أمراً طيباً، فكري في هذه الصديقة كأخت لك أو كزميلة لك، لكن قولي لنفسك أنا لست محتكرة لديها، وهي ليست محتكرة لدي، بمعنى أن من حقك أن تكون لديك صداقة أخرى، وكذلك هي أن تكون لها صداقة أخرى، أخطر شيء في العلاقات الإنسانية أن يكون هناك تخصيص، نعم الإنسان بطبعه لا يميل لكل الناس بالمستوى نفسه، لكن التخصيص لشيء واحد يجعلك تنظر إليه كأنه شخص كامل في كل شيء، وهذه مشكلة كبيرة جداً.

اسحبي عواطفك وشعورك هذا تدريجياً، وهذا -إن شاء الله تعالى- سيعطيك فرصة ومجالاً كبيراً جداً لأن تبتعدي من التخصيص، وتلجئي قليلاً إلى التعميم، حيث إن التعميم أمر طيب وجميل، ويساعد كثيراً في أن يكون الإنسان قادراً على أن يبني علاقات فيها جدية وتوازن.

ثالثاُ: اسحبي من تفكيرك ووجدانك ما يتعلق بهذه العلاقة بينك وبين هذه الصديقة، هنالك أمور أخرى تفكرين فيها في حياتك، فكري في دراستك، وفي مستقبلك، وفي أن تكوني بارة بوالديك، قولي لنفسك هذا الالتصاق الشديد بهذه الصديقة سوف أترك منه جزءاً، والجزء الباقي سوف أسخره لطاقة محبة والدي، وللاجتهاد في دراستي.

نقطة أخيرة أقولها لك وهي مهمة جداً: ابني في نفسك نقاء داخلياً خاصاً، وأرجو ألا يكون في علاقتك مع هذه الفتاة أي نوع من الإعجاب الشديد، هذه قضية أنا تفحصتها ودرستها وقطعاً لا يمكن أن أرمي أي اتهامات هنا وهناك، لكن كثير من علاقات الفتيات ببعضهن قد يشوبها بعض الخلل الوجداني، فأنت بحاجة لعلاقة متوازنة، وأنا أعرف أنك ممتازة، وحقاً تريدين أن تعيشي حياة مثالية ولهذا سألت هذا السؤال، هذا هو الذي أقوله لك وليس أكثر، ودائماً اجعلي الدين والعقيدة هي مقياسك في كل شيء، خاصة في علاقاتك مع الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونعتذر عن التأخر في الإجابة نظراً لبعض الصعوبات الفنية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً