الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتواصل مع خطيبتي الأولى مع أنها متزوجة!!

السؤال

السلام عليكم

جاء في مسند الإمام أحمد عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خَبّب على رجل زوجته أو مملوكه فليس منا.

أرجو توضيح الحكم الشرعي في حالتي، فقد خطبت بنت خالتي فور تخرجي من الجامعة، ولكنها كانت كثيرة المشاكسة والمشاكل فانفصلنا، وذلك بناء على طلبها هي شخصياً، وأهلها قالوا: الزواج الذى يأتي بالمشاكل لا نريده، ثم خطبت زميلتي في العمل، وبطبيعة الحال دعونا خالتي إلى حضور حفل الخطبة، ولكنهم لم يحضروا، وعلمت أنهم قالوا لبنت خالتي كيف تذهبين ترينه وهو يتزوج؟! وبعدها تقابلت مع أختها، وأخذت تعاتبني على الزواج بأخرى، وقالت لي هذه بنت خالتك وتحبك، وكانت النتيجة أنني فسخت خطوبتي من خطيبتي، وتزوجت بنت خالتي، وكان فسخ الخطوبة مردوده سيئاً جداً على خطيبتي، فقد كانت تحبني حباً شديداً.

للأسف لم أستطع أن أتخذ القرار السليم؛ لأن قرار زواجي من بنت خالتي كان غلطة عمري، فقد أحالت حياتي جحيماً بعد ما رزقني الله منها بولدين، ودون الدخول في التفاصيل عما لاقيت منها، وكانت النتيجة الطبيعية هي الطلاق، وفوق هذا انحرمت من أولادي، واستولت على شقة الزوجية بكل ما فيها، وأفسدت أولادي علي.

الآن بعد مرور نحو عشرين عاماً من طلاقنا حرضت أولادي على عدم الاتصال بي، بعد أن كنت أراهم فترات قصيرة جداً، وأعطي لهم مصروفهم.

المشكلة التي أريد أن أعرضها عليكم أنني اتصلت بخطيبتي الأولى، وهي بطبيعة الحال تزوجت ولها أولاد، ولكننا عاودنا الحنين إلى بعض، وهي ما زلت تكن لي نفس الحب، ولن أخفي عليكم شدة حاجتي إليها الآن بعد ما ذهب عمري.

أعيش وحيداً تقريباً طوال الوقت، أنا لا أريد لها أن تخرب بيتها، ولا هي أيضاً تريد ذلك، فكل منا يقدس الحياة الزوجية ويكره الطلاق، وما يؤدى إليه من عقبات، خصوصاً أنني عانيت منه فعلاً في حياتي، ولكننا نريد ألا نفقد بعضنا مرة أخرى بعد ما تلاقينا، مع العلم أننا لم نر بعضاً حتى الآن، وكل الذي يدور بيننا محادثات تليفونية.

أنا في صراعٍ شديد مهلك مع نفسى، أعلم أن علاقتنا الآن ليس لها وضع سليم، والتي وضحت أنها لا تتعدى المحادثات التليفونية.

طبيعي أن يكون تفكيري في أن نتزوج حتى نصحح الوضع ولكني بالبحث وجدت أن هذا غير شرعي، لأنني أكون قد خببتها على زوجها.

هل فعلاً هي أصبحت محرمة علي إلى الأبد؟ أنا في أشد الحاجة إليها، وهي كذلك، ولكننا كما أوضحت في صراع مع النفس، لا نستطيع أن نترك بعضنا، ولا نستطيع أن نتزوج، أعيش في جحيم المعاناة والصراع مع النفس، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يهديك لأرشد أمرك، وأن يصرف عنك السوء، ويقدر لك الخير.

ما تفعله -أيها الحبيب- من الاتصال بهذه المرأة وهي متزوجة، وإن حاول الشيطان أن يوهمك بأنها مجرد محادثات تلفونية أو غير ذلك؛ إنما هي خطوات الشيطان التي حذرك الله تعالى منها بقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}

الكلام مع المرأة الأجنبية لغير حاجة لا سيما إذا صاحبه ما يثير من كلام حب وشوق وحنين، ونحو ذلك من الكلام، لا شك أن ذلك محرم، وعليك أن تدرك يقيناً -أيها الحبيب- أن معصيتك لله من أعظم أسباب شقائك وعنائك وتعاستك، كما أن طاعتك لله ووقوفك عند حدوده من أعظم أسباب سعادتك وأن تعيش حياة هانئة طيبة.

ينبغي أن تدرك -أيها الحبيب- إدراكاً حقيقياً تاماً أنك لن تدفع عن نفسك هذا الشعور بالحرمان والشقاء إلا بأن تسلك الطريق الصحيح الذي بينها الله عز وجل العالم بما في النفس ومنحنياتها.

قد وعد الله أهل الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الحياة، وما تفعله -أنت- ليس من العمل الصالح في شيء بل هو عمل سيء، سينعكس عليك وعلى حياتك بأنواع من العقوبات، وأولها العقوبات النفسية.

لذا فنحن ننصحك -أيها الحبيب - بأن تبادر وتسارع إلى التوبة إلى الله تعالى بقطع الاتصال بهذه المرأة، وأن كل ما تفعله من أجل أن تتزوج بها هو من التخبيب والإفساد لها على زوجها، وهذا ظلم وجناية عليها وعلى زوجها وعلى أولادها، فاتق الله تعالى، وسارع إلى التوبة، واسأله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتسكن إليها نفسك، والنساء كثيرات -ولله الحمد-

ابحث عن المرأة التي تناسبك، وتقر بها عينك، وستجد بإذن الله تعالى ما يسليك عن هذه المرأة، وإذا صدقت الله تعالى في هذه التوبة والابتعاد عنها خوفاً منه وابتغاء رضاه فإنه سيعوضك خيراً منها.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً