الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة هل أكمل في تخصص تصميم جرافيكي أم أغيره؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا جامعية سنة أولى، دخلت تخصص تصميم جرافيكي بناء على اختياري ولم يكن مرضياً لأمي لكنها تركتني أختار لأني في الثانوية تخصصت في علمي، بدأت الدراسة وعمل التصاميم، ومشاريع التصميم تأخذ مني وقتاً طويلاً، وأشعر أن ما أفعله ليس ذو قيمة مقارنة بما كنت أدرسه في التوجيهي، وأشعر بأن هذا المجال لن يشفع لي في الآخرة، أي لن يفيدني، ووقتي الذي أنفقه في عمل المشاريع والتصاميم لن يكون كتمضية الوقت في دراسة كالصيدلة والعلوم والطب، مع العلم أني موهوبة ولي أفكار في التصاميم تضمن أن أكون مبدعة في المستقبل، سؤالي: هل أتابع الدراسة في هذا المجال وأظهر إبداعي؟ هل سيحاسبني الله عن الوقت الذي أنفقه في إنجاز المشاريع كمضيعة لشبابي؟

أرجو أن يكون الموقف والسؤال مفهوماً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بابنتنا الموهوبة في موقعها، وهذا السؤال والأفكار التي وردت في الاستشارة تدل فعلاً على مواهب، والإسلام يقبلها، ونتمنى دائمًا أن نترك الأبناء ليذهبوا للتخصصات التي يرتاحون إليها طالما كان التخصص متناسباً مع طبيعة المرأة المسلمة، وجانب التصميم جانب ينبغي أن تكون إبداعات الأخوات والبنات فيه واضحة، والإنسان لا يُحاسب على العمل إلا إذا كان في العمل مخالفات، ولكي يكسب الإنسان الأجر لابد أن يصحح نيته قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل كما قال ابن القيم رحمة الله عليه.

وأذكر هنا الزميل الأستاذ (علي بحر) –رحمة الله عليه– الذي كان خطّاطًا موهوبًا، وتخرج من كلية القرآن بجامعة القرآن الكريم، وكان يخط للجرائد والصحف، إلا أن هذا الرجل الموهوب في الخط -وفي تصميم الإعلانات كذلك– ما كان يكتب بكفه أي عنوان أو (مانشيت) لصحيفة أو جريدة فيه مخالفة شرعية، وهذا موقف يُحمد له ويذكر له ويُشكر، نسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة، وهذا ما نوصي به -ابنتنا الفاضلة الكريمة– ،بضرورة أن تتقيد في كتابة هذه الأشياء وفي عمل التصاميم بأن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية، ونحن نقول لابنتنا: بالعكس نحن بحاجة إلى إبداعات في هذا المجال، في الإعلان عن البرامج الإسلامية، في وضع الشعارات للفعاليات التي تُقدم، لأن الصورة والفعالية والتصميم الآن ناطق ومعبر وموضح لكثير من الأهداف باختصار، فنحن في عصر الصورة وفي عصر التصميم وفي عصر هذا الإبداع المؤثر على الناس.

لا مانع من السير في هذا الطريق، وأعتقد أننا فعلاً بحاجة إلى مصممات من بناتنا، والمرأة ينبغي أيضًا أن يكون عندها خبرات في جانب الديكور والإخراج وهذه الأمور مثل التصاميم، لأن هذا يتوافق مع أنوثتها، ولأن هذا نوع من المجالات التي تُجدد به عواطفها، وتغيّر به جوّ بيتها، وتُدخل السرور على أسرتها وزوجها، فامضي في هذا السبيل –بُنيتي الفاضلة– واجتهدي في إرضاء الوالدة، وبيّني لها أن الشرع لا يرفض أي عمل يتناسب مع طبيعة المرأة، وتؤدي من خلاله رسالة فيه النفع للناس جميعًا، ونعتقد أننا بحاجة إلى صالحات حريصات من أمثالك في هذا المجال، حتى لا نترك هذه الساحة لغيرنا ممن لا خلاق له وممن لا يراعي ضوابط الشرع في تصميماته وفيما يقوم به من أعمال فنية.

نسأل الله أن يوفقنا ابنتنا لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمها السداد والرشاد، وندعو الأهل مرة ثانية إلى ضرورة ألا يقفوا أمام رغبات أبنائهم في التخصص، هذا الميل يختاره الإنسان بنفسه، كما أشار بذلك الإمام ابن حزم، بعد أن يؤدي الإنسان ما عليه من معرفة العلوم التي يُصحح بها عقيدته وعبادته وطاعته لله وتعامله مع الناس، ثم بعد ذلك يبحث عن لون العلوم الذي يميل إليه، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً