الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاهل الوساوس وتحقيرها طريقة ناجحة لإيقافها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي: لدي فكرة لم تفارق بالي منذ شهرين ونصف، في كل يوم لا بد أن أفكر فيها في كل ساعة، أرهقتني جدا، أنا أعلم بأنها فكرة ساذجة وغبية، ولا أريد التفكير فيها، ولكن عقلي يرفض الفكرة، أتوقع أنها لم تمر على أحد قبلي -لا أعلم- ولكنها أشغلتني، بدايتها كانت من خلال قراءتي في منتديات الأنساب والقبائل كحب للاطلاع، ولكن تحولت إلى كابوس، مثلا أبدأ في التفكير هذا من كذا وهذا من قبيلة فلان، حتى وصلت لنفسي أنا لست من القبيلة، أنا وأنا وأنا!! حتى الآن استطعت التغلب على هذه الفكرة مرتين، ولكن لفترة بسيطة -أسبوع تقريبا- وتعود، رغم أني في هذه الفترة التي أحسست أني تغلبت عليها تبقى في بالي، لكن بشكل أقل، وإذا عادت لا أفكر فيها، أغير تفكيري عنها، أشعر بالسعادة في هذه الفترات، لكن كما قلت لا تمتد طويلا.

أيضا في بعض الأحيان لا أفكر فيها، ولكن أشعر بكآبة وأقول: ستعود الفكرة بعد قليل، هل هي وسواس قهري؟ لأني بحسب ما قرأت وجدتها تنطبق أعراضها علي تقريبا، أنا الآن أمارس حياتي بشكل طبيعي، لكن أشعر بكآبة هذه الفكرة المسيطرة علي، فهل دواء بروزاك جيد لحالتي؟ وكيف أستخدمه؟ وهل يسبب الإدمان؟ لأنني أرى بعض الناس يستمر عليه لأشهر طويلة، أيضا لا أريد الذهاب إلى طبيب نفسي؛ لأني أشعر -ولله الحمد- أن حالتي ليست بذلك السوء، أتمنى الحل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا بالفعل نوع من التفكير الوسواسي النمطي البسيط، ومثل هذا النوع من الوساوس غالبًا ما يكون عابرًا، وأحسن طريقة لعلاجه هو عدم الاهتمام به، وتجاهله، وتحقيره، والإنسان يُحقر الوساوس من خلال: عدم مناقشتها، وألا يحاول تحليلها، وأن يعرف أنها فكرة مستحوذة ومتسلطة ومُلحة، لذا يجب ألا تُكافئ من خلال استقبالها ومناقشتها وحوارها، إنما تُغلق أمامها الأبواب كاملة.

العلاج الدوائي قطعًا يُمهد الطريق للراحة النفسية، ويقلل القلق والتوتر؛ لأن الوساوس في الأصل مكونها الرئيسي هو القلق، وعقار (بروزاك) من الأدوية الرائعة والمفيدة والسليمة جدًّا، ولا يسبب الإدمان أبدًا، أما الذين يتناولونه لفترات طويلة إما أن تكون عللهم وما يعانون منه مرضًا مزمنًا يتطلب ذلك، أو أنهم لا يطبقون الآليات العلاجية الأخرى، وأقصد بذلك: تغيير نمط الحياة، والأخذ بما هو إيجابي، وأن يكون الإنسان فعّالاً في حياته.

إذن أيها الفاضل الكريم: حقّر الأفكار، ولا تدع مجالاً أبدًا للفراغ حتى لا تسوقك هذه الأفكار نحو عسر المزاج، وعليك بتناول البروزاك، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة –كبسولة واحدة في اليوم– تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا بد أن تكون فعّالاً -كما ذكرت لك- نظّم وقتك، مارس الرياضة، طبق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس التدرجي، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين بصورة صحيحة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً