الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالخوف والرعب أثناء الصلاة، كيف أتغلب عليه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يعلم الله أني أحبكم والقائمين على هذا الموقع في الله.

أنا أخوكم، أبلغ من العمر 27 عاماً، أعاني من بعض الأشياء التي تنغص عليّ حياتي، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتي، وأن يشفيني شفاء لا يغادر سقماً.

طولي 162 سم، ووزني 105 كلغ، كانت البداية مع أخذي لدواء للتخفيف الوزن به طحالب، عرفته من إعلانات التليفزيون، ثم امتنعت عنه عندما لم أجد أي أثر، وأعاني من انسداد الأنف منذ 16 سنة تقريباً لإدماني نقاط الأنف، وبعد فترة استخدمت الاورليستات، وكان يسبب لي إسهالاً شديداً فامتنعت عنه، لكنه ثبت وزني.

وبعد فترة أصبحت تراودني أفكار شبه دائمة عن الموت، حتى أصبت بنوبة ذعر كان وقعها شديداً، لكني قرأت عن حالتي بعد ثلاثة شهور، -وبفضل الله- تعافيت، لكني استخدمت سيروكسات وزانكس، وقبلهما البداية مع اولابكس وابتريل، مع ملاحظة أن أشد ما يكون الخوف والرعب أثناء الصلاة -ولا حول ولا قوه إلا بالله-، لم تعد تأتيني النوبات -بفضل الله-، لكن بعد أكثر من سنة زاد وزني، أصبحت أعاني من:

1 -خفقان من أدنى مجهود.
2-عند الغضب وبعد الأكل وبذل الجهد، يحدث بروز كبير ببطني، وأشعر أني لا أستطيع التنفس إلا بصعوبة شديدة، وأستخدم دوجماتيل لكن تأثيره خفيف.
3-الخوف الذي يراودني أثناء الصلاة ما زال، لكني أحاول التحكم به.

فهل هذا من القولون أم من ماذا؟ ولا أعاني من أي أمراض -بفضل الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أنا أريدك أولاً أن تسعى سعيًا حثيثًا وجادًا لأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تعتمد على الآتي:

أولاً: تنظيم الوقت بصورة صحيحة.

ثانيًا: اتباع نظام غذائي صحيح، وأنت في حاجة ماسة لهذا الأمر من أجل أن تخفف وزنك.

ثالثًا: ممارسة الرياضة.

رابعًا: التواصل الاجتماعي الصحيح.

خامسًا: تقوى الله تعالى، وهذه قطعًا يجب أن تكون الأولى، وأنت -إن شاء الله- مدرك لذلك تمامًا.

ونقطة أيضًا مهمة جدًّا نركز عليها، وهي يجب أن تكون هناك أهداف واضحة للإنسان في حياته، وأن يضع الآليات التي توصله لهذه الأهداف.

هذه النقاط من وجهة نظري هي الداعم الرئيسي للصحة النفسية، وكذلك الاجتماعية وحتى الجسدية، وأنت -إن شاء الله تعالى- تسير على هذا المنهاج، لا تستعجل النتائج أبدًا، لكن يجب ألا يكون هنالك تراخ، يعني ما ذكرناه لك من نقاط اتخذها منهج حياة، وقطعًا حين تكون حياتك قائمة على هذه المدخلات التي ذكرناها، سوف تكون المخرجات والنتائج رائعة جدًّا -بإذن الله تعالى-.

نوبات الهرع أو الفزع، وما يصاحبها من قلق ومخاوف أصبحت شائعة جدًّا، وقد وجدنا أن الحياة الصحية التي تكلمنا عنها هي من أفضل وسائل العلاج العامة، حتى نوبات الخوف والقلق والرهاب -إن شاء الله تعالى- ستنتهي تمامًا، وذلك لسبب بسيط: لأن الإنسان حين يرتب نفسه بصورة صحية، تنتظم كل أجهزة الجسم (النومية– ما يتعلق بالمزاج– ما يتعلق بالساعة البيولوجية)، وهذا يجعل الإنسان في مرحلة التعافي والشفاء التام -بإذن الله تعالى-.

ما يعتريك من خوف يحمل الطابع الاجتماعي، والخوف الاجتماعي من وسائل علاجه الجيدة هي تحقير فكرته، والتساؤل حوله، وألا يقبله الإنسان كأمر مسلَّمٌ به، يجب أن تسأل نفسك (ما الذي يجعلني أخاف وأنا في الصلاة وبين يدي الله تعالى؟ لماذا لا أكون مثل بقية المصلين؟ يجب أن أحتقر هذه الفكرة)، هذا الحوار الذاتي مهم، وفي ذات الوقت أريد أن أؤكد لك حقيقة هامة جدًّا، وهي: أن لا أحد يراقبك أبدًا، وما تحس به من مشاعر خوف، وتصور أنك ترتجف أو تتلعثم، هذه أعراض مبالغ فيها، وهي تجربة داخلية خاصة بك أنت، ولا أحد يطلع عليها.

الغضب يجب أن تتجنبه من خلال التفريغ عن الذات، لا تحتقن، والإنسان حين يتحلى بحسن الخلق، يُجهض كل نوبات الغضب -إن شاء الله تعالى-، وأيضًا تطبيق ما ورد في السنة المطهرة لمقاومة الغضب وعلاجه، أعتبرْهُ علاجًا ناجعًا، فأرجو أن ترجع لهذا وتطبقه.

أما أعراض القولون العصبي، لديك بعض الأعراض لكنها ليست أساسية، هي جزء من عملية القلق والمخاوف العامة التي تعاني منها.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أنا أرى أن أفضل علاج يفيدك هو عقار (مكلومابيد)، ويعرف باسم (أوريكس)، هو دواء ليس ذائع الصيت، لكنه لا شك أنه من أفضل الأدوية، وأعتقد أنه متوفر في مصر، وله ميزة عظيمة جدًّا، وهي أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولا يؤدي إلى نعاس أو تكاسل، كما أنه بالنسبة للمتزوجين يعتبر دواءً سليمًا جدًّا.

جرعة المكلومابيد هي مائة وخمسين مليجرامًا، يتم تناولها ثلاث مرات في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا ومثلها مساءً لمدة شهرين، ثم مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد

    بارك الله فيكم ز جزاكم خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً