الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل وأعاني من حكة شديد يصحبها ظهور حبوب على الوجه والكتفين

السؤال

السلام عليكم.

عمري 32 سنة، منذ ستة أشهر وأنا أعاني من حكة تصاحبها حبوب تشبه حب الشباب على الوجه والكتفين، وأشعر بتنميل في راحة اليدين، وأشكو من تساقط في الشعر، ومنذ ثلاثة أسابيع ظهر بلغم عالق بحلقي، وأعاني أيضا من انتفاخ في المعدة والأمعاء، وأعني من تجشؤ كثير ودوخة، وصداع بعد الأكل مباشرة، وأحيانا تظهر الحساسية على جسمي على شكل خطوط وبقع حمراء تثير الحكة لدي، فما سبب هذه الأعراض؟ وماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في الغالب أن ما تعانين منه - أختنا الكريمة - هو نوع من أنواع الارتكاريا أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات واحمرار وحكة، وفي الحالات الشديدة، يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسيان من الارتكاريا التقليدية:

• النوع الحاد: وهو الذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات أو الأغذية المحفوظة، مثل: السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، وغيرها، أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

• النوع المزمن: يلازم المريض لفترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الارتكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل: أمراض الغدة الدرقية.

لذلك أنصح بالعرض على طبيب أمراض جلدية متخصص، لأخذ التاريخ المرضي الخاص بالمشكلة التي تعانين منها بشكل دقيق، وفحص الجلد للتأكد من التشخيص، وفي هذه الحالة يمكنه وصف بعض مضادات الهستامين التي يمكن استخدامها أثناء الحمل إذا كانت هناك حاجة ماسة إلى ذلك، لأنك كما تعلمين يفضل تجنب تناول الأدوية بالفم أثناء الحمل، وبالأخص خلال الأشهر الأولى، ويمكنك أخذ حمامات بالماء الفاتر المائل للبرودة، واستخدام ال Calamine lotion على أماكن الحكة حسب الحاجة، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة، والجلوس في مكان بارد إلى حين الذهاب إلى الطبيب.

أما بالنسبة للحبوب التي تظهر على الوجه والأكتاف:
فربما يكون نوعا من أنواع حب الشباب، وكما هو معروف: حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض لفترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة: (حبوب حمراء، أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات، أو غيرها) من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض، هل هو محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر، ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندبا؟

والعلاج لابد أن يكون ممتدا وفعالا، وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى، وأهمية العلاج الفعال يكمن في المحافظة على الوجه من آثار حب الشباب المتعددة من ندب، واختلاف في الصبغيات، وغيرها.

وفي ظروفك الحالية، كونك حاملا، يمكنك استخدام محلول الـ Zineryt بواقع مرتين يوميا لمدة أسبوعين، والمتابعة مع طبيب الجلد لتقييم الحالة ودرجة الاستجابة للعلاج.

أما بالنسبة لتساقط الشعر:
فمن المعروف أن الشعر الموجود في فروة الرأس يكون في ثلاث مراحل:

- مرحلة النمو: الAnagen .
- ومرحلة الكمون Catagen.
- ومرحلة السقوط Telogen لحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس، ويكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بصيلات الشعر بصورة مثالية؛ فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط، ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر، ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل:

- اتباع حمية غذائية قاسية.
- أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى).
- أو عدوى جرثومية شديدة.
- أو عمليات الجراحية.
- أو ولادة.

فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار، ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية الغير صحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء والأنيميا، أو تناول بعض أدوية التوتر والقلق.

ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر، للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعانين منه، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت – لا قدر الله -.

والعلاج يكون:

- بتجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط.

- بالإضافة إلى استعمال بعض المحفزات لنمو الشعر.

- وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة، للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

وأنصح باستخدام تلك المحفزات والفيتامينات والمكملات الغذائية بعد الولادة وفي الفترة الحالية.

- كما يجب أن تهتمي بالتغذية السليمة، والصحة العامة، والنصائح التالية مفيدة للاهتمام بالصحة العامة، وكيفية العناية بالشعر بصفة عامة:

• الاهتمام بالتغذية الصحية، فلابد أن يحتوي الغذاء على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات، والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون بالتباعد لكي تبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• ويفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول، مثل: الجل، والموس، والبخاخ على الشعر عند تصفيفه.

• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.
________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد علام استشاري الأمراض الجلدية
وتليها إجابة الدكتور/ محمد مازن استشاري الأمراض الباطنية
_________________________________________

بالنسبة لآلام المعدة والأمعاء:

فهي تعتبر طبيعية أثناء الحمل بسبب تمدد الرحم وضغطه على الأعضاء المجاورة، مما يؤدي إلى حدوث آلام في المعدة والقولون، مع ازدياد حدوث الغازات في البطن نتيجة الضغط على القولون، وكذلك بسبب التبدلات الهرمونية أثناء الحمل.

ولذلك ينصح في هذه المرحلة بما يلي:

- تناول الطعام ببطء مع المضغ الجيد، لأن ذلك يؤدي للهضم الجيد، وتجنب الحموضة والغازات.

- تناول قطعة من الخبز أو قطعة من البسكويت السادة صباحا على الريق، لأنها تساعد على تخفيف الحموضة المعدية الصباحية.

- تجنب الأطعمة الدسمة، والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات، أو الفلفل والشطة.

- تناول وجبات صغيرة ومتعددة عوضا عن وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة.

- التخفيف قدر الإمكان من المشروبات الغازية، والقهوة، والشاي.

- التخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام.

- عدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر وجبة.

- ارتداء الملابس الواسعة، لأن الملابس الضيقة تزيد من الضغط على المعدة، وتزيد من الارتجاع المريئي.

- وضع مخدة أو اثنتين تحت الأكتاف عند النوم، لأن ذلك يساعد على تخفيف الارتجاع المريئي والشعور بالحموضة.

بالنسبة للبلغم في الحلق:

فهو غالبا تحسسي، ومرتبط بالحساسية الجلدية لديك، وعلى كل إذا كان البلغم أبيض اللون، ودون أن يترافق مع ارتفاع بالحرارة، فإنه يعتبر تحسسيا، ولا يحتاج لمضاد حيوي.

أما إذا حدث تغير بلون البلغم للأصفر أو الأخضر، مع ارتفاع بدرجات الحرارة، فعندها لا بد من العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة.

والنصيحة حاليا الإكثار من شرب السوائل الدافئة، وتناول العسل والزنجبيل، لأن هذا يساعد على تخفيف الحساسية، وكذلك يساعد على طرد البلغم.

أما إن لم تتحسن الحالة، فالأفضل المتابعة مع طبيبك لوصف العلاج المناسب.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً