السلام عليكم

زوجي من الأشخاص المتشبثين بوالديهم، وهذا شيء جميل ولا يسبب لي أي إزعاج؛ لكني أجد صعوبة في إقناعه دائما بأن لدينا حياتنا الخاصة وبيتنا الخاص بنا، لماذا الذهاب مرتين أو 3 مرات أسبوعيا لرؤية والديه؟

علما أن والديه يقطنون في مدينة تبعد عنا ساعة، كل ما أطلبه منه هو تنظيم حياتنا ووقتنا ورحلاتنا، أنا لا أمنعه من رؤية والديه لكني أريد فقط الراحة والنظام.

دائما ما يقول لي: إذا قلت لكِ تعالي معي أينما ذهبت يجب أن تأتي ولا تناقشيني، تعبت نفسيتي من الاشتباكات في هذا الموضوع.

أرجو منكم حلا أو نصيحة تساعدني في تفادي هذا المشكلة، وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fariha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية: نحن نهنئك -ابنتنا الفاضلة- بهذا الزوج البار بوالديه، والبر دليل على الخير، وبشرى لك إن شاء الله بذرية من البررة مع هذا الرجل الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك وإياه على البر، وأرجو أن تطاوعيه وتحرصي على أن تكوني معه، بل نتمنى أن تشجعي زيارته لأهله واهتمامه بهم، وتشاركيه ذلك الاهتمام، فهذه والله سعادة، أنا أقدر المعنى الذي تتكلمين عنه، ولكن البر طاعة عظيمة لها آثارها الكبيرة وآثارها العظيمة على الأزواج وعلى الأسرة وعلى حياتكم الخاصة، وأنت أسعد الناس -إن شاء الله- ببر هذا الرجل بوالديه.

نتمنى ألا تجعلي هذا موضوع خصام وموضوع نقاش، وحاولي دائمًا أن تكوني معه، ولا مانع من أن تأتي ببرامج بديلة دون أن تقولي: (لا تذهب كل مرة) ولكن تأتي ببرامج بديلة، وتكوني مع زوجك، وتحاولي أن تدخلي في دورات علمية وأشياء مفيدة يضطر معها إلى أن يغير بعض الشيء في البرنامج، ودون أن تجادليه، دون أن تطلبي منه أن يكون مقصرًا في حق والديه، وأنت مستفيدة أيضًا من هذا البر؛ لأنه إذا قصر وتغير على والديه فإنهم سينسبون هذا التغيير إليك، ولن يكون ذلك في مصلحتك.

نحن دائمًا نقول: إذا كان الرجل يزور أهله قبل الزواج ويزور والديه قبل الزواج مرتين؛ فعليه بعد الزواج أن يزورهم أربع مرات، حتى لا يُعطي لشياطين الإنس والجن فرصة بأن يقولوا: (الزوجة أخذته منكم، ما عاد يسأل عنكم، لقد ترككم، وهكذا الأولاد في هذا الزمان) هناك شياطين يتكلموا بهذه الطريقة، وحتى نفوت الفرصة عليهم -على شياطين الإنس والجن- أرجو أن تعيني زوجك على بر والديه، وعلى الإحسان إليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يعينه على الوفاء بحق والديه وحق زوجته، فإن الشريعة التي تأمره ببر والديه هي التي تأمره أيضا بالإحسان إلى زوجته، وبالإحسان إلى أولاده، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

أعجبني أنك تقري تشبثه وارتباطه وحبه لوالديه، وهذا دليل على الخير الذي فيه، فلا خير في إنسان عاق لوالديه، ولا ينبغي أن تتزوج الفتاة برجل إلا إذا تأكدت من بره بوالديه؛ لأن الذي لا يبر والديه كيف ننتظر منه أن يُحسن إلى الآخرين، وأن يُحسن إلى الزوجة وإلى الأولاد؟! أما إذا كان بارًا بوالديه فهذا مؤشر إيجابي وجانب في غاية الأهمية والجمال، ونسأل الله أن يعينه على البر، وأن يعينك على تفهم هذا الوضع.

نشكر لك هذا السؤال، وسنكون سعداء بتواصلك مع موقعك، ونكرر ترحيبنا بك وبه، ونسأل الله أن يُكثّر من أمثالكم من الأسر التي تتفاهم وتلجأ إلى المواقع وتريد أن تعرف حكم الله في هذه المسائل، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.