الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخطوبة ..فما حدود الطاعة للخاطب؟

السؤال

السلام علكيم ورحمة الله وبركاته.

أنا في حيرةٍ من أمري، وأحب أن أركز على التفاصيل البسيطة في حياتي من أجل رضا ربي، وتفادي المشاكل في حياتي الجديدة، وأسئلتي هي:

السؤال الأول: أنا مخطوبة، والزواج بعد شهرين، وحالياً أنا في بيت والدي، فهل يجب على زوجي النفقة علي أم هو واجبٌ على والدي؟

السوال الثاني: حالياً أنا في بيت والدي، فهل يجب أن أستأذن من زوجي في حال خروجي من المنزل لقضاء "المشاوير" ومستلزماتي، أم يجب أن أستأذن من والدي؟

السوال الثالث: هل الواجب على المرأة البقاء في المنزل من دون وظيفة؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ f m h حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يبارك لك، ويبارك عليك، ويجر إليك الرزق الحسن، ويسعدك في دنياك وآخرتك.

نشكر لك تواصلك معنا، وحرصك على معرفة حدود الله تعالى لتبني حياتك عليها، وهذا دليلٌ على حسنٍ في إسلامك، ورجاحة في عقلك.

أما سؤالك الأول: فالنفقة تجب على الوالد، إلا بعد العقد وتسليم المرأة نفسها للزوج، فإذا تم العقد وسلمت نفسك للزوج ليدخل بك؛ فهنا يجب عليه أن يُنفق، فإن النفقة على المرأة جعلها الله تعالى في مقابل حبسها للاستمتاع بها، أما قبل العقد -كما هو في حالك أنت- فإن نفقتك لا تزال على والدك.

أما السؤال الثاني، وهو خروجك من المنزل: فما دام الزوج ليس هو من يُنفق الآن، ولستِ في عصمته؛ فإنه لا سلطان له عليك، ولا طاعة له عليك الآن، ومن ثم لا يجب عليك استئذانه، بل الواجب عليك طاعة والدك ما دمت على الحالة التي وصفت.

وأما: هل الأفضل للمرأة أن تبقى في المنزل من دون وظيفة؟ فإن هذ الأفضل يختلف باختلاف الناس، وبما لا شك فيه أن استقرار المرأة في بيتها هو الأصل في حال المرأة ووضعها، فإن لها وظيفة كبيرة، وهي تربية الأجيال، وإعداد الأبناء والبنات، وهي وظيفةٌ ليست بالسهلة، وظيفةٌ جليلة القدر، كبيرة الأثر، وتستحق من المرأة أن تتفرغ لها، وتوليَ أطفالها وبيتها ما يستحقان من العناية والاهتمام، فإذا كانت المرأة غنية بنفقة زوجها أو بمالها، ولا تحتاج الخروج للعمل، ولا يحتاجها المجتمع أيضًا للأعمال التي تليق بالمرأة، كطبيبة النساء، وتدريسهنَّ، وما إلى ذلك، إذا لم تكن ثم حاجة خاصة بها أو حاجة المجتمع إليها؛ فإن الأفضل بلا شك أن تبقى في بيتها، تقوم على أسرتها وأطفالها، وبذلك تُسعد نفسها، وتُسعد أبناءها، وتسعد زوجها، وهذه هي الحياة المستقيمة التي تقسم فيها الأدوار، وتوزع فيها الوظائف على أفراد الأسرة، فيؤدي كل فرد في الأسرة دوره، فيسعدون جميعًا.

أما إذا كانت ثمت حاجة للخروج، سواءً كانت حاجة المرأة، أو حاجة أسرتها، أو حاجة المجتمع عليها؛ فإنه لا حرج عليها في الخروج إذا أرادت أن تخرج للعمل أو لغيره، لكن يُشترط أن يكون ذلك برضا زوجها.

ولا يفوتنا -أيتها البنت العزيزة- أن ننصحك وأنت في هذه المرحلة قبل العقد أن تكوني حريصة كل الحرص على صيانة نفسك، والابتعاد بنفسك عن مواطن الريب؛ فإن هذا يدعو الزوج أو يدعو هذا الخاطب الذي سيقدم على الزواج بك وعلى العقد بك إلى إحسان الظن بك، والثقة فيك، والاعتماد عليك، فكوني حريصة أولاً على إرضاء الله تعالى بالتزام حدوده، ثم على أن تضعي نفسك في الموضع اللائق بك المناسب لك، فلا تخرجي من البيت إلا لحاجة تدعو إلى ذلك، مع التزام الحشمة والحجاب، فإن هذا يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً