الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على الخوف من عدم النوم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، عمري 25 عاماً، ولدي طفل عمره أربعة أشهر، بدأت معي منذ فترة الخوف من عدم النوم، كل اليوم أكون مشغولة التفكير بموضوع النوم، هل سأنام الليلة؟ يحين الليل وأدخل للنوم، في بداية الأمر أجد صعوبة وخوفاً، بدأت هذه الحالة في رمضان تقريباً، كانت مصاحبة لحالة كآبة، وبكاء مستمر من دون سبب، مع شعور بضيق في النفس، وتقلب في المزاج، -والحمد لله- أصلي وأقرأ القرآن، حياتي الزوجية مستقرة نوعاً ما، انقطعت عني هذه الحالة فترة لكنها الآن عادت، خوف من عدم النوم، لا أدري ما السبب، فأنا متعبة وقلقة، أخاف أن يؤثر هذا الموضوع على حياتي، وعلى طفلي، زوجي رافض لفكرة الذهاب لطبيب نفسي.

أرجوكم ساعدوني، أكون شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من عدم النوم -وليس اضطراب النوم الحقيقي- ينتج من قلق وسواسي، لدي عدة حالات على هذه الشاكلة، وأذكر أن سيدة فاضلة من مدة قريبة تشتكي من هذه الظاهرة –أي الخوف من عدم النوم–، وأن مراكز الدماغ لديها لا تعمل بصورة صحيحة، وتقصد بذلك مراكز الدماغ التي تتحكم في النوم، وقد وصل الأمر بهذه السيدة أنها تمنع زوجها منعًا باتًا ألا ينام قبلها بأي حال من الأحوال، وحضرت إلينا للمقابلة الثالثة منذ أيام قليلة، -والحمد لله تعالى- تحسنت أمورها جدًّا، بعد أن شرحنا لها طبيعة حالتها، وكذلك أعطيناها بعض العلاجات البسيطة.

أنا أعتقد أن حالتك تأتي في هذا السياق نفسه، أي أنه نوع من القلق الوسواسي الافتراضي، والأمر قد يكون بدأ معك باضطراب قلق حقيقي، والاضطراب القلقي بالفعل يؤدي إلى اضطراب وضعف النوم، وأنت ذكرت أنك مررت بحالة في شهر رمضان، وكان هنالك شعور بالكدر، والحزن والبكاء، مع شعور بكتمة وضيق في التنفس، وكذلك تقلب في المزاج، أعتقد أن هذه كانت بداية المشكلة، أي هذه النوبة القلقية التي أتتك، وحتى إن لم يكن لها أي سبب، لكنها تركت هذا الانطباع القلقي الوسواسي لديك.

حالتك بسيطة، وأرجو أن تشرحيها لزوجك، الأمر كله (مخاوف وسواسية) كما شرحنا لك، وأعتقد أنك محتاجة لعلاج، علاج بسيط جدًّا، عقار يسمى (زولفت) ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال)، ويسمى علميًا (سيرترالين) سيكون دواءً بسيطًا ومفيدًا، وهو لا يتناقض مع رضاعة الطفل ما دام عمر الطفلة أربعة أشهر، لأن كبد الصغير بعد الشهر الثالث يمكن أن تستقلب بعض الأدوية، وعقار السيرترالين منها.

تكلمي مع زوجك الكريم، وقطعًا إن ذهب بك إلى طبيب نفسي هذا سوف يكون أفضل، وأنت لا تحتاجين لأكثر من زيارة أو زيارتين، وكما ذكرت لك عقار (سيرترالين) بجرعة صغيرة سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، وفي ذات الوقت ما دمنا قد أوضحنا لك أن الأمر كله عبارة عن خوف وسواسي، هنا يجب أن تحقري الفكرة، واعرفي أن النوم هو غريزة من الغرائز، والتحكم فيه ليس تحكمًا إراديًا، وفي ذات الوقت حاولي أن ترتبي وقت نومك، بأن تتجنبي النوم النهاري، وتمارسي بعض التمارين الرياضية، لا تشربي الشاي والقهوة في فترة المساء، وكوني حريصة على الأذكار، راجعي إلى كتاب الإمام النووي، اقرئي باب أذكار النوم، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى– ما يفيدك.

أسأل الله لك حياة طيبة ومستقرة، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً