الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر تجاه خطيبي بأية مشاعر، فبماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالبة في كلية الطب في السنة الثالثة، خطبني شخص متدين، ولكنه أصغر مني بثلاث سنوات، وبالرغم من أننا مخطوبان منذ سنتين تقريبا، ولكني لا أشعر تجاهه بأي مشاعر، فخطيبي هذا لا يتصل بي، ولا يرسل لي رسائل تشعرني بأني مخطوبة، أو أنني سأتزوج سوى الخاتم الذي في يدي، واتصالات أمه المعدودة طالبة أختي، لأن أختي دكتورة، فتتصل بها طلبا لاستشارة معينة.

لا أخفي عنكم بأنه إنسان طيب وخلوق، وقد يكون فعلا يريدني، إلا أنني لا أرى منه شيئا يجعلني أنجذب إليه، وقد أعطيه عذرا كون مجتمعنا متدين قليلا، ولكني غير مقتنعة، لماذا لا يسأل عني؟

فكثيرا ما يسألنني صديقاتي: هل يكلمك، هل يراسلك؟ ودائما ما يضعن حولي الكثير من التساؤلات.

وحينما أسأل أمي وأخواتي، يقولون لي: بأنه ليس متعودا، وعندما أخبرهن برغبتي في الإرسال إليه، يقولون لي: لا تفعلي، وليس جميل بحقك، مع أن إحدى أخواتي عندما خطبت، هي من قامت بالمبادرة في الإرسال، وبعدها أصبح يحادثها.

أنا محتارة، أرجو المساعدة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kholood حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في هذا الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونحب أن نؤكد لك أن هذا موجود في شبابنا الذي لم يتعودوا على مثل هذه الأمور، ونؤكد لك أن الخطبة أيضًا ما هي إلا وعد بالزواج، وأن العلاقات الحميمية ينبغي أن تبدأ بالرباط الشرعي، يعني بعقد الزواج، وبعد ذلك تنطلق هذه الاتصالات والمراسيم والرومانسية، وهذه المعاني التي نريد أن تكون في موضعها الصحيح.

فنحن مع الرأي الذي يميل إلى أن الشاب لم يتعود، وهذه حقيقة، وأيضًا لا نرى ولا نؤيد لك أن تكسري الحاجز، ونؤكد لك أن هذا الشاب الذي رغب فيك واختارك من بين سائر النساء، وتواصل والدته معكم مع وجود أطباء وطبيبات آخرين، كل هذا دليل على أنهم يرغبون في إكمال هذا المشوار، ونحب أن نؤكد أن امرأة مثلك طبيبة ومتعلمة تستطيع أن تؤثر على زوجها، وتبعث في نفسه المعاني الجميلة، ولكن عندما تتحول هذه العلاقة إلى علاقة زوجية كاملة.

كما أن الخير قد يكون في هذا الانقطاع، لأن تواصله معك سيشغلك عن دراستك، ولن تصلي بعد ذلك إلى نتيجة.

وإذا كان الخطاب بالنسبة للأخريات يتواصلون معهنَّ، فهذا لا يعني أن ذلك صوابًا، ولا يعني أن في ذلك مصلحة، بل ربما أثر الخاطب في التواصل مع مخطوبته حتى بدأت حياته الفاترة، بل حتى كان الحديث الكثير والتواصل الكثير سببًا في مشكلات كثيرة طويلة لها بداية وليس لها نهاية، فالخير دائمًا في التقيد بآداب وأحكام هذا الشرع الحنيف.

والشرع لا يمنع الاتصال والتواصل خلال الخطبة، ولكن في الأمور الضرورية، كتحديد موعد العرس، والأشياء المهمة التي نحتاجها، كالمناسبات الرئيسية، وفي هذه الأشياء قد يكفي اتصال الأسرة مع الأسرة، قد يكفي أنكم تسألون والدته كيف فلان؟ أو هم يخبرونكم، فإذا كان هناك من يسد هذا المسد فلماذا التواصل؟ ولماذا الرومانسية؟ ولماذا الكلام الجميل في علاقة لا تزال هي فقط للتعارف بين الأسرتين؟ ولأخذ الموافقة المبدئية والفعلية، ونتمنى أن يكون الهدف منك هو أن تسارعي وتطالبي بالانتقال للخطوة التي بعدها، وعند ذلك يُصبح زوجًا لك تواصليه ويواصلك، تكلميه ويكلمك، يأتيك وتذهبين إليه، ويرتفع هذا الحرج بعد إكمال مراسيم الزواج.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونحب أن نؤكد لك أنه إذا كان الشاب جيدًا ومن أسرة جيدة وعلى معرفة واختارك ورضيك، فينبغي ألا تفرطي فيه، ولا تحملي همًّا من هذه الناحية ومن هذه الأمور، فإن الوضع سيتغير تمامًا بعد إكمال المراسيم، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً